أكدت ​منظمة الصحة العالمية​، أن "حصول ​اللاجئين​ والمهاجرين على ​المضادات الحيوية​ واستخدامهم لها على نحو منصف في جميع المناطق ضروريان لمقاومة مضادات الميكروبات، حيث يموت أكثر من 1.27 مليون شخص سنويا، بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات".

وسلطت المنظمة في تقريرها الرابع حول "مراجعة الأدلة العالمية بشأن الصحة و​الهجرة​"، الضوء على "أكثر عوائق النظام الصحي شيوعاً التي تحول دون وصول اللاجئين والمهاجرين إلى المضادات الحيوية واستخدامها في جميع المناطق، أبرزها فترات الانتظار الطويلة لرؤية ​الأطباء​، والقدرة المحدودة للخدمات الصحية، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والوصفات الطبية غير الملائمة للمضادات الحيوية، ونقص المواد المترجمة أو خدمات الترجمة".

وجمع التقرير أدلة على إمكانية الوصول إلى المضادات الحيوية الأساسية للاجئين والمهاجرين، ووجد أن وصول هؤلاء السكان إلى هذه المضادات الحيوية واستخدامها أمر غير متسق ويتأثر بشكل كبير بالنظم الصحية في البلدان المضيفة، مع الإشارة إلى أن مدى قدرة الوصول إليها على الصعيد العالمي غير واضحة.

وأشار مدير برنامج الصحة والهجرة بمنظمة الصحة العالمية سانتينو سيفيروني، إلى بعض الدراسات التي تظهر أن اللاجئين والمهاجرين غالباً ما يلجأون إلى الأسواق غير الرسمية والتداوي الذاتي للتغلب على حواجز النظام الصحي في البلد المضيف، وأضاف أن "الحصول على مضادات حيوية آمنة وفعالة وميسورة التكلفة وعالية الجودة للجميع، بما في ذلك اللاجئون والمهاجرون، أمر أساسي لتعزيز صحة هؤلاء السكان وللتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات والحفاظ على القدرة على علاج العدوى".

وحددت المنظمة أيضاً، السياسات والعوامل غير الصحية التي تعرقل الوصول إلى المضادات الحيوية واستخدامها بشكل مناسب للاجئين والمهاجرين، مثل التجارب السابقة غير المرضية مع الرعاية الرسمية، وسهولة الوصول غير الرسمي إلى المضادات الحيوية. علاوة على ذلك، قد يواجه هؤلاء السكان الخوف من الترحيل بسبب حالة الهجرة، أو حواجز اللغة، وقد لا يتمكنون من الوصول إلى الرعاية، بسبب ضيق الوقت أو النقل والقيود المالية.

وشددت منظمة الصحة العالمية على أن "الوصول العادل للأدوية المضادة للميكروبات الموجودة والجديدة واستخدامها المناسب من قبل الجميع، بما في ذلك اللاجئون والمهاجرون، هو حق أساسي من ​حقوق الإنسان​ وهو أمر حيوي لاستجابة عالمية فعالة للصحة العامة للمجموعة المتزايدة باستمرار من العدوى التي تسببها البكتيريا والطفيليات والفيروسات والفطريات".