أكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ ​علي الخطيب​ بعد لقائه ​رئيس الجمهورية​ العماد ميشال عون، أنه "تشرفنا اليوم بزيارة رئيس الجمهورية. فزيارة القصر الجمهوري امر طبيعي و​الرئيس عون​ هو رئيس البلاد. وقد شكرنا فخامته على مشاركته عبر ممثل عنه في مناسبة الذكرى السنوية لرحيل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة الامام الشيخ عبد الامير قبلان، إضافة الى ان الظروف الحالية التي يمر فيها البلد تستدعي التواصل مع فخامته وتبادل الآراء حول الظروف الحالية واستعجال الحلول الممكنة في هذا الظرف، مع التأكيد على ضرورة عدم حصول فراغ على الصعيدين الحكومي والرئاسي، لأن البلد لا يملك القدرة على التحمل في ظل معاناة الناس جرّاء هذا الوضع. فلا مدارس ولا محروقات والوضع صعب جداً، إضافة الى وضع المصارف المقلق. ولذلك، نحن نتمنى أن تتألف حكومة في اسرع وقت وإن شاء الله نحن على موعد قريب من حصول لبنان على حقوقه من ثرواته البحرية، وهذا امل كبير للبنانيين و بداية للخروج من الواقع المزري الذي يعيشون فيه. ونتمنى ان يكون هناك احساس بالمسؤولية لدى الجميع للتعاون بهدف انقاذ البلد والناس من هذا الواقع".

وعند سؤاله "هل تطرقتم الى الموضوع الحكومي واستحقاق الانتخابات الرئاسية؟"، لفت إلى أنه "لم نتطرق الى هذه التفاصيل ولكن تحدثنا بضرورات المرحلة وأن تتألف حكومة في اقرب وقت ممكن".وفي سؤال "هل هناك اي مبادرة لتفعيل عمل لجنة الحوار الاسلامي –المسيحي في لبنان؟" أوضح أن "ما يهمنا اولاً هو الحوار بين السياسيين. وقد شكرت فخامة الرئيس على مشروع إنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" لاسيما وأن مركزها سيكون لبنان، وهذا امر مهم جداً ونحن سنتعاون في هذا المجال، ومن الطبيعي ان تأخذ هذه الاكاديمية محلها في الواقع اللبناني. فلبنان رسالة ويعطي لنفسه حقه في هذا المضمار. ولكن الموضوع الاهم هو انتشال الناس من الواقع المزري والمستقبل المخفي إذا بقي السياسيون على هذا العناد وعلى هذا التشبث بالمصالح الشخصية وتقديمها على المصالح العامة".

ورداً على سؤال حول موضوع ​ترسيم الحدود البحرية​ الجنوبية، أوضح الخطيب أن "فخامة الرئيس أكد ان الامور اصبحت في خواتيمها السعيدة ان شاء الله ، وان لبنان سيحصل على ما يستحقه في هذا المجال. وطبعاً إن فخامة الرئيس، وبري وميقاتي لن يتخلوا عن هذا الامر السيادي. فلا أحد يستطيع أن يتخلى عن هذا الموضوع وسيتحقق عبر الوحدة بين المسؤولين والموقف اللبناني الواحد ووقوف الشعب اللبناني كله وراء هذا الموقف، وبالاستناد الى قوة لبنان المتمثلة بالجيش والشعب و​المقاومة​".

وفي سؤال "هل سيقوم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بأي دور لحث المسؤولين للتحرك والحد من تردي الاوضاع الاقتصادية والحالة المعيشية للمواطنين لاسيما وأنه سبق وطالب بإعلان حالة طوارئ اجتماعية؟" شدد على أنه "لا يمكن القيام بأي شيء من دون وجود حكومة. نحن نريد حكومة اولاً، وهذا امر عاجل. فمن دون حكومة يعني ان البلد ذاهب نحو الخراب، وليتحمل السياسيون مسؤوليتهم. وإنطلاقاً من هذا الموقف نحن نعلن وجهة نظرنا من هذا الموضوع ونتعاطى مع الجميع من هذا المنطلق، اي من منطلق المصلحة اللبنانية ومصلحة الشعب اللبناني".

وكان اللقاء الذي حضر جانباً منه ممثل المجلس الشيعي الاعلى في اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي -المسيحي غازي قانصو، ومستشار رئيس الجمهورية للحوار الاسلامي-المسيحي ناجي خوري مناسبة لشكر العلامة الخطيب رئيس الجمهورية على ايفاده ممثلا عنه الى الاحتفال التأبيني الذي اقيم في 7 ايلول الجاري لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان، وقد جرى التطرق الى الاوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة في ظل الاستحقاقات الدستورية المنتظرة، إضافة الى الحوار الاسلامي –المسيحي وأهمية إنشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان كمركز لتشجيع ثقافة السلام والتلاقي بين مختلف الثقافات والاديان والحضارات.

الى ذلك، التقى الرئيس عون، سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غريو والمستشار الاول في السفارة جان فرنسوا غيوم، وتم خلال اللقاء عرض الاوضاع العامة في لبنان في ضوء التطورات الاخيرة. وأطلعت غريو الرئيس عون على حصيلة اللقاءات التي عقدتها في باريس مع عدد من المسؤولين الفرنسيين والتي تناولت الاوضاع في لبنان. كما تطرق اللقاء الى ما آل اليه البحث في مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والاستحقاقات الدستورية المرتقبة.