انطلق صاروخ سويوز من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان متوجهاً إلى محطة الفضاء الدولية، وعلى متنه ثلاثة رواد فضاء هم أميركي وروسيان، في رحلة تشكل فرصة تعاون نادرة الحصول في خضم التوترات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال معلق من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عقب عملية الإقلاع التي بُثت مباشرة عبر موقعي وكالتي الفضاء الأميركية والروسية "إنّ الصاروخ ثابت بشكل جيد، والطاقم مرتاح".

وأقلع الصاروخ الروسي في الموعد المحدد له، وظهر في اللقطات محلقاً في السماء ومخلفاً سهماً من النيران.

وتشكل هذه المهمة الفضائية التي يشارك فيها الأميركي فرانك روبيو من ناسا وسيرغي بروكوبييف ودميتري بيتيلين من وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، مثالاً نادراً على التعاون بين موسكو وواشنطن فيما تشهد علاقاتهما توتراً شديداً.

وفرضت الدول الغربية سلسلة من العقوبات غير المسبوقة على موسكو وتراجعت العلاقات المتوترة منذ العام 2014 بين البلدين، إلى أدنى مستوى لها. وقد استهدفت أيضا صناعة الفضاء لكنها بقيت مجال تعاون بين موسكو وواشنطن.

وروبيو هو أول رائد فضاء أميركي يتوجه إلى محطة الفضاء الدولية بواسطة صاروخ روسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 شباط الماضي.

وسيمضي الطاقم ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، إذ سيجتمعون مع رواد الفضاء الروس أوليغ أرتيمييف، ودينيس ماتفييف وسيرغي كورساكوف، والرواد الأميركيين بوب هاينز، وكجيل ليندغرين وجيسيكا واتكينز، ورائدة الفضاء الإيطالية سامانثا كريستوفوريتي.

وهذه الرحلة الفضائية هي الأولى لفرانك روبيو وديمتري بيتيلين، والثانية لسيرغي بروكوبييف.

ويُفترض أن تستغرق رحلة الصاروخ ثلاث ساعات قبل أن يلتحم بالقسم الروسي من محطة الفضاء الدولية.

وبعد رحلة الأربعاء، من المقرر أن تسافر آنا كيكينا، رائدة الفضاء الروسية الوحيدة في الخدمة الفعلية، إلى محطة الفضاء الدولية مطلع تشرين الأول بمركبة "كرو دراغون" من شركة "سبايس إكس" الأميركية.

وستكون كيكينا خامس رائدة فضاء روسية محترفة تذهب إلى الفضاء وأول امرأة تطير بمركبة فضائية تابعة لشركة الملياردير إيلون ماسك.

ومع هاتين الرحلتين المقررتين، يسعى رواد الفضاء الروس والغربيون على السواء للابتعاد عن الصراع المحتدم على الأرض ولا سيما أولئك الذين يتعين عليهم الذهاب إلى المدار.