لا يزال قرار حسم تشكيل حكومة جديدة ينتظر عودة ميقاتي خلال يومين. لكن التضارب في المعطيات حول التفاهم على الحكومة الجديده لا يزال قائماً. وقد استقرت المعلومات أمس عند «إمكانية عدم إدخال تعديلات على الحكومة باستثناء وزير المهجرين الذي سيتشاور عون مع رئيس الحزب الديموقراطي الوزير السابق طلال أرسلان في شأن الاسم الذي سيحلّ محل الوزير عصام شرف الدين»، لكن المؤكد أنه «لن يكون الوزير السابق صالح الغريب»، علماً أن حزب الله حاول عقد مصالحة بينَ ميقاتي وشرف الدين يقضي بأن «يزور وزير المهجرين رئيس الحكومة ويخرج من عنده ثم يعقِد مؤتمراً صحافياً يعبّر فيه عن احترامه لميقاتي، في سبيل حل الخلاف، ما يسمح بإعادة تعويم الحكومة من دون أي تعديل فيها».

وبما أن هذه الفكرة لم تجِد طريقاً لها، تردد أن رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل اقترح تعيين طارق الداود، على قاعدة أن رئيس الجمهورية هو من يُسمّي البديل لا أحد آخر. وفي حال تقرّر توسيع دائرة التغيير، فإن نقاشاً يدور حول أن يعطى لميقاتي حق تسمية الوزير السني البديل من وزير الاقتصاد أمين سلام، مقابل تخلّيه عن مقعد مسيحي يخصّه لمصلحة عون.

وقالت مصادر الأخير إنه «في حال إصرار خصوم الرئيس عون، وتحديداً ميقاتي وبري، على المماطلة فسوف يتصدّى لهم حتى اليوم الأخير من ولايته». وأوضحت أنه في حال عدم تشكيل الحكومة سيعمَد عون قبل يوم من نهاية ولايته إلى إصدار مرسوم بقبول استقالة الحكومة (وهو مرسوم يصدر عادة يوم صدور مرسوم تأليف الحكومة الجديدة)، لكنه سيصدره من دون تشكيل حكومة جديدة. وفي هذه الحالة، تصبح حكومة ميقاتي الحالية غير مكلفة بتصريف الأعمال، وبالتالي تفقد شرعيتها ولا يحقّ لأي وزير فيها القيام بأي عمل في وزارته، ما يعني تعطيل السلطة التنفيذية بصورة تامة، وإجبار هؤلاء على الإتيان إلى عون لتشكيل حكومة يوافق عليها هو، فيوقّع مرسوم تأليفها.

برّي يدعو لإنتخاب الرئيس قريباً

علمت «الجمهورية» ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعتزم الدعوة الى اول جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية قريبا جدا، وذلك لوضع كافة الكتل النيابية امام مسوولياتها تجاه هذا الاستحقاق الدستوري ولكسر الإقتناع السائد بأن الفراغ الرئاسي اصبح امراً محتماً ولا حول ولا قوة فيه.

التفاؤل بتشكيل الحكومة صامد وساري المفعول

أكدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ «التفاؤل بتشكيل الحكومة، والذي ارتفع منسوبه اخيرا، لا يزال صامدا وساري المفعول، وان تسييله الى وقائع ينتظر عودة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك».

وقالت مصادر مطلعة ان تشكيل الحكومة الجديدة بات على نار حامية حيث تنشط الاتصالات عشيّة عودة ميقاتي الذي سيتوجّه بعد الجلسة النيابية لإقرار الموازنة العامة لسنة 2022 المقررة الاثنين المقبل الى قصر بعبدا للتفاوض مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول الاسماء المطروحة للتوزير، علماً ان الاتصالات ناشطة مع القوى السياسية المعنية والاسماء المطروحة للتغيير وللتوزير لتمهيد الطريق في شأن الحقائب الوزارية الاربع التي يفترض ان يشملها التغيير، وهي: وزارة المهجرين التي يجري البحث عن اسم لها يكون وسطياً بين ارسلان وجنبلاط، الاقتصاد حيث سمّى تكتل إنماء عكار مرشحه، المال ستسند للنائب السابق ياسين جابر، والحقيبة الرابعة لم تحسم بعد وهي مطلب عون للتغيير.