أكّد نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" الشّيخ علي الخطيب، أنّ "التّعاون بين القوى السّياسيّة اللّبنانيّة شرط ضروري للخروج من المحنة الّتي يعيشها الشعب اللبناني، والتّحدّيات الّتي تواجه لبنان في هذه المرحلة المصيريّة"، مركّزًا على أنّ "لبنان اليوم أمام فرصة تاريخيّة لإعادة إنتاج نظام سياسي قادر على مواجهة التّحدّيات وإعادة النّهوض، ليؤدّي دوره الرّيادي والرّسالي، وأنّ اختلاف الانتماء الدّيني لا يشكّل عائقًا أمام العيش الواحد، بل دافعًا لتوحيد الرّؤى من أجل حياة كريمة وآمنة ونموذجيّة".

وشدّد، خلال تأديته الصّلاة في مقرّ المجلس وإلقائه خطبة الجمعة، على أنّ "الحاجة الملحّة اليوم، هي في الوصول وبأقرب فرصة ممكنة، إلى تأليف حكومة تشكّل الأرضيّة اللّازمة لمعالجة الأزمات الّتي تعصف بالبلد وتضغط على المواطنين"، مبيّنًا أنّ "على القوى السّياسيّة الخروج من لعبة حافة الهاوية التّي تؤدّي إلى توسيع الهوّة بين الأفرقاء المختلفين وتعقّد الحلول، ممّا يحتّم أن يتوافقوا على انتخاب رئيس للجمهوريّة يحظى بإجماع وطني، يكون نتاج التّشاور بين الكتل النيابية".

ولفت الشّيخ الخطيب إلى أنّ "الأوضاع صعبة جدًّا، والظّروف الّتي يعيشها لبنان تستدعي جهدًا استثنائيًّا وتنازلات متبادلة، للحؤول دون الوقوع في الفراغ الرئاسي، الّذي يضرّ بمصلحة ولبنان ويربك أداء المؤسّسات الرّسميّة ولا سيّما الدّستوريّة منها"، مطالبًا اللّبنانيّين بـ"التّكافل والتّضامن الاجتماعيَّين، لتجاوز الأزمات المعيشيّة المستفحلة الّتي تنذر بعواقب وتداعيات اجتماعيّة خطيرة".

وتوجّه بالشّكر إلى "كلّ من بادر ووقف مع لبنان في هذه الأزمة الصّعبة، ونخصّ بالشّكر إيران على مبادرتها بتقديم الدّعم النّفطي لرفع مستوى التّغذية بالطاقة الكهربائية لعموم اللّبنانيّين، ونشكر حكومة العراق على دعمها وكلّ من يدعم لبنان"، معربًا عن أمله أن "تحذو الدّول الشّقيقة والصّديقة حذو العراق وإيران، فتجسّد تضامنها مع لبنان بتقديم الدّعم المطلوب على كلّ المستويات، للحؤول دون تنامي هجرة اللّبنانيّين المحفوفة بالمخاطر، الّتي كان آخرها الفاجعة الّتي أزهقت حياة المهاجرين قبالة شاطئ طرطوس، والّتي نتوجّه بأحرّ التّعازي إل ذوي الضّحايا".