وأكد العلامة السيد علي فضل الله، خلال رعايته للإحتفال الذي أقامته ثانوية الإشراق في مدينة بنت جبيل لطلابها الناجحين في الامتحانات الرسمية للمرحلة المتوسطة، على "أهمية العلم الممزوج بالقيم الأخلاقية والإيمانية والإنسانية في بناء الشخصية الإنسانية، منبهاً إلى أن العلم من دون هذه القيم قد يتحول إلى مشكلة وإساءة للإنسان والمجتمع بما يفقده دوره على صعيد تطوير الحياة، لاسيما في القضايا التي تتصل بتعزيز مواقع الوطن والأمة".

كذلك، أكد فضل الله أن "هذه المؤسسات بنيت على أساس الخير والمحبة ووجدت حتى تبني مجتمعاً متعلماً واعيا يحمل كل هذه القيم ويسعى إلى مد الجسور مع كل أبناء هذا الوطن، يعيش الانفتاح وليس الانغلاق، الحوار وليس التعصب، بما يرسخ الانسجام الداخلي والوحدة الوطنية والتواصل الإنساني".

ورأى ان "هذه المؤسسات من الناس وإلى الناس ولذلك سوف تبقى تعمل لخدمتهم وخدمة مجتمعها وأهلها، وهي لن تتوانى عن الاهتمام بقضايا الناس وحاجاتهم وتخفيف آلامهم ومعاناتهم ولكن هذا لا يعني أننا بديل عن الدولة بل نحن من دعاة بناء الدولة، الدولة العادلة التي تحتضن كل مواطنيها".

وقدِّر فضل الله كل الخيرين الذين كانوا سندا وعضدا لهذه المؤسسات، مثنياً على كل الجهود التي بذلت من إدارة ومعلمي هذه الثانوية، شاكرا الاهل الذين وقفوا إلى جانب أولادهم ودعموهم حتى يتابعوا مسيرتهم العلمية.

وتوجه فضل الله إلى الخريجين بالقول "عليكم أن تقدروا كل هذه الجهود التي بذلت من اجلكم خلال متابعتكم هذه المسيرة العلمية من دون ان يُطلب منكم إلا المحافظة على تفوقكم وتميزكم ولتكون لكم الصورة المشرقة والنموذجية التي تساهم في صناعة المستقبل المزدهر لمجتمعكم، وهو ما لا يمكن أن يبنى بالتمنيات بل بالعمل والتضحية والمثابرة".

وأضاف "سوف تبقون أنتم الأمل لهذا الوطن الذي هناك من فرط بحقوقه ولا يزال مشيداً بتضحيات أبناء هذه المنطقة والمقاومة في تحرير الوطن واستعادة الحقوق، فيما هناك من استمر ينظر إلى هذا الوطن كبقرة حلوب ولا يزال يسعى لان ينهب ما تبقى من مقدرات البلد ويجعله في مهب رياح الأخرين معتبراً ان البلد يمكن بما يملكه من طاقات وإمكانات ان ينهض من جديد بالاعتماد على أبنائه وان يتخطى كل هذه التحديات وهذا الانهيار الذي اوصلتنا إليه هذه الطبقة السياسية".

ولفت فضل الله إلى أن "المرحلة صعبة ومعقدة ولكن سيبقى صوتنا عاليا لبناء وطن نريده وطنا عادلا حرا مستقلا خاليا من الفساد والهدر والمحاصصة، وطناً لا يرتهن لاحد وطناً يحتضن أبناؤه فلا يتركهم يخاطرون بحياتهم حتى يبتلعهم البحر في سبيل لقمة عيش كريمة".