أشار رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، إلى انه "كعادتنا نأتي بين الحين والأخر الى هذه الدار الجامعة للمسلمين وللبنانيين للتشاور مع المفتي ولتبادل الأفكار معه في أحوال لبنان واللبنانيين التي تردت، ولا سيما بسبب ما آلت اليه أحوال لبنان ودولته. ومن ذلك ما جرى من اطباق وتسلط عليه وعليها من قبل الدويلات الطائفية والمذهبية والمليشياوية واللذين أسهما في هذا الانهيار الكبير الحاصل في الأوضاع الوطنية والسياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية، والتي يئن منها اللبنانيون، والتي أوصلتهم الى حدود انعدام الثقة بالمستقبل، والتي كان أحد اوجهها ما يشهده اللبنانيون من قوارب الموت التي يستقلها البؤساء من اللبنانيين وغير اللبنانيين أملا في الخروج من الجحيم اللبناني لتبتلعهم أمواج البحر".

ولفت إلى أنه "كذلك كان من مظاهرها العراقيل التي يشهدها اللبنانيون والتي حالت حتى الان من دون تأليف الحكومة الجديدة من قبل الرئيس المكلف، نجيب ميقاتي، لتحل محل حكومة تصريف الاعمال. وكذلك في استمرار حالة التخبط في عملية انتخاب الرئيس العتيد الذي ينبغي ان يحل محل الرئيس ميشال عون في نهاية تشرين الأول من هذا العام. هذا الرئيس العتيد هو الذي نأمل ان يكون وحسب الدستور الرئيس الجامعَ للبنانيين وليس رئيساً لفريق من اللبنانيين، وهو الرئيس القوي بحكمته وتبصره والقادر على جمع اللبنانيين والقادر على ان يقود مع الحكومة العتيدة مسيرة الإصلاح الحقيقي وبالتالي النجاح في انهاء الاستعصاء المزمن على الإصلاح الذي عانى منه لبنان على مدى سنوات طويلة.

وأكد السنيورة، أن "الرئيس الذي ينبغي ان تكون من أولى مهامه الوطنية الكبرى، وكما اكد عليها سماحته، الحفاظِ على ثوابت الطائف والدستور والعيش المشترك واحترام الشرعيات الوطنية والعربية والدولية وان يعمل على انهاء الاشتباك المصطنع الطائفي والمذهبي والانقسامي بشأن الصلاحيات وبالتالي العودة الى المبدأ الدستوري الأساس في فصل السلطات وتوازنها وتعاونها. وكذلك الاِّتصاف برجل الدولة ورجل العمل العام الشخصية والسياسية الذي تحكمه اخلاق المهمة واخلاق المسؤولية. الرئيس الجديد الذي يستطيع اللبنانيون ان يثقوا به لأمانته للدستور ولاتفاق الطائف والحفاظ على العيش المشترك وهوية لبنان العربية وسلامة علاقاته العربية والدولية. وان تكون النزاهة أحد صفاته وان يكون رئيسا لجميع اللبنانيين ولا يكون سبباً لمشكلة او سبباً في استمرارها".