أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال ​عباس الحلبي​ ومدير قسم نجاح الشركاء في مؤسسة "​كلاسيرا​" العالمية المهندس هاني الفيّومي، منصة "مدرستي" madristi.mehe.gov.lb لإدارة التعلّم الذكي المدعومة من "كلاسيرا" العالمية، وذلك في احتفال أقيم في قاعة مسرح وزارة التربية، بحضور مسؤولين بالمؤسسة ونوابا وشخصيات.

واعتبر الحلبي في كلمة له أنه "عشية افتتاح العام الدراسي بأتي إطلاق منصة مدرستي المدعومة من كلاسيرا ، مهنئا الجيل الجديد بهذا الإنجاز الكبير الذي يتيح أمامه إمكانات غير مسبوقة، يتزامن الحراك العالمي حول تحوّل التعليم مع أزمات وحروب هزت كيان بلدان عديدة، وأثرت سلباً على الإقتصاد والموارد الأساسية في الحياة، لكن حجم هذه الأزمات في لبنان يكاد يكون فريداً في العالم نظراً لتداخلها مع أزمات وطنية سياسية وإقتصادية وإجتماعية وتربوية وغيرها الكثير".

وتابع: "في ظل هذا الضغط الخانق الذي يعيق انتظام العمل التربوي، تبرز الحاجة إلى وسائل الدعم التقني، التي تجعل التعليم والتعلّم والكتاب والوسائل التربوية متاحة للجميع، على إعتبار أن التعليم لا ينتظر الظروف، وأن خسارة سنة دراسية من عمر أجيال وطن لا يمكن تعويضها مهما بلغت الإمكانات والتضحيات. لذا جاءت الهبة العينية التي قدمتها مؤسسة كلاسيرا للتعليم الذكي، إلى وزارة التربية والتعليم العالي، في الوقت المناسب لتشكل منصة لإدارة التعلّم الذي يوفر محتواه التربوي ​المركز التربوي للبحوث والإنماء​، ويستفيد منه الأساتذة والتلامذة بصورة ميسرة ومجانية وسريعة وملبية للحاجات المتطورة لعصر التعلّم الرقمي".

وكشف "أننا نطلق اليوم المنصة الوطنية للتعلّم "مدرستي" بدعم من مؤسسة كلاسيرا العالمية، والتي سوف تعمم الفائدة على جميع تلامذتنا الراغبين في استخدامها في القطاعين الرسمي والخاص. وإنني أتقدم بالشكر والتقدير إلى الرئيس التنفيذي لهذه المؤسسة المهندس محمد المدني الذي التقيته في لندن وأكبرت فيه حبه للبنان ووضعه إمكانات مؤسسته لدعم التعلّم الذكي لأجياله. وهذا ليس غريباً على أهلنا في السعودية الشقيقة التي يتحدر منها الأستاذ محمد المدني، الذي أسس شركته في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة وأصبحت من كبريات شركات العالم ومؤسساته المتقدمة في تكنولوجيا التربية. كما أشكر ممثلي المؤسسة الذين زارونا أكثر من مرة وفي مقدمهم الأستاذ ​محمود الجابري​ ومدير الشركة في لبنان الدكتور ​بيار جدعون​ ، واضعين خبرات المؤسسة وخدماتها بتصرف وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، للنجاح في الرسالة التربوية التي يقومان بها، وكانوا في حركة تنسيق وتعاون مستمر مع المديرية العامة للتربية والمركز التربوي".

وأردف: "لقد طرقنا أبواب الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، كما نطرق أبواب الأشقاء العرب وفي العالم، لمؤازرتنا في توفير مقومات تطبيق خطة وزارة التربية لتأمين التعليم الجيد لجميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية، بدعم دولي. واليوم سوف تكون المنصة الوطنية مدرستي MADRISTI، وسيلة جديدة سهلة ومتاحة للجميع، في الأيام العادية أو في الأزمات، لبلوغ مستوى متقدم من التعليم يستحقه لبنان، نظراً لتاريخه التربوي العريق المليء بالنجاحات والإبداعات. كذلك فإنني أشكر رئيس لجنة التربية النيابية الأستاذ حسن مراد وأعضاء اللجنة من النواب الكرام على تعاونهم الدائم. وأشكر أيضاً رئيس لجنة التكنولوجيا النيابية الأستاذ طوني فرنجية وأعضاء اللجنة على جهودهم في ​التحول الرقمي​ وتطوير تكنولوجيا التعليم. وأشكر المؤسسات التربوية الخاصة، و​المدارس الرسمية​ التي تعمل بتوجيهات سعادة المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر وفريق عمل المديرية والمناطق التربوية. كما أشكر جهود فريق العمل في المركز التربوي برئاسة البروفسورة هيام إسحق ، على التعاون والإنجاز" .

وختم: "إننا نفتخر بهذا التطور التربوي التكنولوجي عبر منصة مدرستي وكلاسيرا، ونأمل بأن تكون لنا محطات لاحقة تعزز قدراتنا وتتيح لنا ولمؤسساتنا وأجيالنا وأساتذتنا تحقيق خطوات إبداعية للمستقبل، على الرغم من كل التراجع والفقر، والحاجات الكثيرة".

ولفت الأمين العام للمدارس الكاثوليكية ​الأب يوسف نصر​، في كلمة له بالمناسبة، إلى ان "خبرة المدارس الكاثوليكية مع التكنولوجيا تمتد إلى عشر سنوات، بدأت مع اعتماد معرض التكنولوجيا التربوي المعروف بedutec، وهذا المعرض دفع بالتكنولوجيا للدخول إلى التربية ، وفي ظل الجائحة تابعنا مسيرتنا التربوية التكنولوجية إلى جانب مدارس المقاصد، ولم ننقطع يوما خلال السنتين الماضيتين عن التعليم، وأشكر الأساتذة الذين انتقلنا معهم من التعليم الحضوري إلى التعليم التكنولوجي من بعد بسرعة كبيرة ، وهذا لم يطبق فقط في مدارسنا بل في العديد من المدارس الخاصة والرسمية .أما بعد الجائحة فنحن أمام واقع يجب أن يعتمد على التكنولوجيا داخل التربية والفضل الكبير يعود للدكتور بيار جدعون في ذلك، والتكنولوجيا قادرة أن تسهل علينا الكثير من الأمور التعليمية".