أشار المدير العام لقوى الأمن الدّاخلي اللّواء ​عماد عثمان​، خلال حفل تخريج ضباط من قوى الامن الداخلي، تابعوا برنامج الماجستير M2 في العلوم الأمنية ضمن اتفاقية الشراكة مع جامعة Jean Moulin Lyon3، بحضور السّفيرة الفرنسيّة في لبنان ​آن غريو​، إلى "أنني أود أن أخصّ بالشكر آن غريو على جهودها البارزة التي بذلتها والتسهيلات التي قدمتها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب جدًا الذي يعيشه لبناننا العزيز، وأود أن أحيي أيضًا الشرطة الفرنسية وجامعة جان مولان ليون 3 خلال هذه الفترة الاستثنائية التي يشهدها العالم. لقد أتاحت هذه الشراكة التي نحتفل بها اليوم الفرصة لمشهدين بإثراء بعضهما البعض ووضع التعليم العالي في خدمة هذا الميدان"، مؤكدًأ أن "فرنسا أثبتت لنا اليوم مجددًا أنها لا تزال حريصة على لبنان، كما كانت على الدوام".

وأكد أنه "يجمعنا نسيج من العلاقات الفريدة والمتينة والمتنوعة. وفي ظل هذه العلاقة التعددية، يشكل التعاون الأمني بين بلدينا عاملاً مشتركًا من أجل لبنان أكثر استقرارًا وفقًا لاستراتيجيتنا التي تمتد على 5 سنوات والتي تضع المواطن في صميم مقاربتنا الأمنية وتحوّل المفهوم التقليدي لقوة الشرطة إلى جهاز شرطة فعلي. فشكرًا لفرنسا! ليست هذه الشراكة في العلوم القانونية والجنائية بين قوى الأمن الداخلي وفرنسا سوى امتداد طبيعي للتاريخ حيث قامت كلية الحقوق في ليون قبل الحرب العالمية الأولى بإنشاء كلية الحقوق في بيروت/لبنان. ولا تزال هذه العلاقة الفرنسية مع الأوساط القانونية الأجنبية قائمة واجتماعنا اليوم هو خير دليل على ذلك. يُستكمل هذا الرابط القانوني برابط شرطي فريد من نوعه حيث حافظ لبنان لسنوات عدة على علاقات متينة وعملية مع كل من الشرطة الفرنسية والدرك الفرنسي".

ولفت عثمان، إلى أنه "يتم توفير شهادة الماجستير هذه في ظل إحدى أصعب الفترات التي يمر بها لبنان العزيز ولقد أظهر ضباطنا مرونة جديرة بالثناء وكانوا على قدر تطلعاتنا بحصولهم على هذه الشهادة عقب عام دراسي غني بالدراسات والممارسات العملانية. وتعكس صورة هذه الدفعة روحًا مؤسساتية تتسم بالمرونة والمهارة في أوقات الأزمات. وبصفتي مديرًا لقوى الأمن الداخلي، أود أن أؤكد أن منظمتنا لطالما كانت على قدر التطلعات الوطنية والدولية ولقد تمكنت من حماية مواطنينا وتوفير الأمن على الأراضي اللبنانية على الرغم من التهديدات المعقدة والعنف المتزايد. ففرصتنا مزدوجة اليوم! اختتام السنة الدراسية 2021-2022 للدفعة الأولى التي تابعت هذا الماجستير وإطلاق الدفعة الثانية للعام الدراسي 2022-2023 التي ستشارك فيها الأجهزة الأمنية اللبنانية الأخرى. فتهانينا للخريجين وأهلاً وسهلاً بالطلاب الجدد".

بدورها، أكدت غريو، أنه "يتيح لي هذا الحفل الفرصة لأشيد بكم، ولأشيد من خلالكم بعناصر قوى الأمن الداخلي أجمعين، وأن أثني على التزامكم بأمن لبنان وحماية اللبنانيين كافة. أدرك تمامًا الظروف الصعبة التي تعملون في ظلها وسنتحدث عنها بشكل منتظم مع اللواء عماد عثمان الذي يسعى دومًا للدفاع عن اهتماماتكم وحشد جهوده لصالح عناصره. وعلى الرغم من الرياح المعاكسة، أدعوكم لمواصلة المسيرة. ابقوا ضباطًا ملتزمين ومثاليين في خدمة مواطنيكم".

وشددت على أنه "يمكنني أن أرى فيها تجسيدًا لجودة هذا التدريب وملاءمته والاعتراف بالدور المركزي للمعهد في تدريب قوى الأمن اللبنانية وأعتبرها دليلاً مشجعًا لتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية اللبنانية فالوضع يستدعي تعاون الأجهزة كافة معًا لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه لبنان في سبيل تحقيق المصلحة العليا والمصلحة العامة. هذا، ويساهم التعرف على بعضنا البعض والعمل معًا بفضل التدريب المشترك خلال شهادة الماجستير هذه في تحقيق ذلك. وأود أن أشير إلى أن دعم فرنسا ورئيس الجمهورية الفرنسية للبنان واللبنانيين غير مشروط فهو جدول أعمالنا الوحيد. أود أن أثني أيضًا على عملك الاستثنائي حضرة العميد الحجار. لقد أشركتنا في هذه المغامرة التي انطلقت من رؤيتك كونك ضابط شرطة صاحب رؤية. أعلم أن هذا الحفل مهم بالنسبة إليك خلال فترة معينة من مسيرتك المهنية وهو ليس تتويج للكثير من المشاريع فحسب، بل نقطة انطلاق هذا التعاون. إنه لشرف كبير لنا أن نعمل معكم ومع عناصركم جميعهم. تهانينا لجميع الخريجين ونتمنى العمر المديد لهذه الشهادة. سوف نبذل قصارى جهدنا كي نتمكن من مواصلته".