دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (​الفاو​)، "العالم إلى التشجير والتوقف عن إزالة الغابات، كجزء أساسي من الحل للتصدي لتغير ​المناخ​، حيث تغطي الغابات 31 في المائة من مساحة اليابسة في العالم، وتخزن ما يقدر بنحو 296 غيغا طن من الكربون، وهي موطن لغالبية التنوع البيولوجي على الأرض في العالم".

أشار مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) شو دونيو، إلى أنه "يجب على العالم التوقف عن إزالة الغابات، وزراعة الأشجار لجعل ​كوكب الأرض​ أكثر خضرة واستعادة القدرات الإنتاجية، واستخدام الغابات والأشجار على نحو مستدام".

ولفت خلال افتتاح الدورة السادسة والعشرين للجنة الغابات في ​روما​، إلى أن "هناك اشتدادا في وتيرة حالات الجفاف و​الفيضانات​ و​الحرائق​ والعواصف، وزيادة في أسعار ​الغذاء​ والأعلاف و​الوقود​ والأسمدة، لذا يستمر الجوع في الازدياد، مما يعكس تفاقم التفاوتات، فنجد أن إزالة الغابات وتدهور الأراضي، إلى جانب فقدان التنوع البيولوجي، كل ذلك يدمر نظمنا البيئية، وهذا يجب أن يتغير ويتوقف".

وأوضح دونيو، أنه "يجب اعتبار الغابات والأشجار جزءا رئيسيا من الحل، فلم يتبق سوى سبع سنوات أخرى للوصول إلى أجندة 2030 وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة"، مشددا على "أننا الآن بحاجة إلى تنفيذ الإجراءات وتوسيع نطاقها وتسريعها – وقبل كل شيء، نحتاج إلى إرادة سياسية وحزمة من الحلول".

وحول الحلول المقترحة للتصدي لأزمة المناخ عبر الغابات التي سيتم مناقشتها خلال الدورة، وقد وردت في موجز عن "حالة الغابات في العالم لعام 2022"، فهي كالتالي، وقف إزالة الغابات، وتفيد المنظمة بأن ذلك هو "المفتاح للتصدي لأزمة المناخ من خلال خفض انبعاثات غازات ​الاحتباس الحراري​ بنسبة 14 في المائة، وحماية أكثر من نصف التنوع البيولوجي على الأرض"، إلى جانب زراعة الأشجار واستعادة القدرات الإنتاجية وتحسين مرونة النظام البيئي، حيث أن استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة تؤدي إلى زيادة الغطاء الشجري، وزيادة الاستدامة الاقتصادية، وهو أمر ضروري لزيادة الإنتاجية وبذلك تلبية الاحتياجات المتزايدة.

وأوصت المنظمة بأهمية "استخدام الغابات والأشجار بشكل مستدام بشكل عام، حيث تعتبر الأخشاب والشجيرات من الموارد متجددة القيمة بشكل كبير، ومصدرا مهما لمواد محايدة الكربون وحتى مواد كربونية - إيجابية، فالأغذية التي يتم حصادها من الغابات تشكل عاملا مهما في تحسين الأمن الغذائي للأشخاص الذين يعيشون بجوارها أو حتى بعيدا عنها".

ومن المتوقع أنه سيتم خلال هذه الجلسة إطلاق تقريرين مهمين، الأول "توقعات قطاع الغابات العالمي لعام 2050: تقييم الطلب في المستقبل ومصادر الأخشاب من أجل اقتصاد مستدام"، والثاني "تعميم التنوع البيولوجي في قطاع الغابات".

وتعد الغابات مصدرا للألياف والوقود والأغذية والأعلاف، وتوفر سبل العيش لملايين الأشخاص، بما في ذلك العديد من أفقر سكان العالم، وتساعد في التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه وتحسين جودة التربة والهواء والماء، وتشكل مصدرا للمواد الخام المتجددة.

الجدير بالذكر أن الدورة السادسة والعشرين للجنة الغابات تعقد في الفترة من 3 وتستمر حتى 7 تشرين الأول في المقر الدائم بروما، ويشارك فيها ممثلو الدول والمنظمات بشكل شخصي وعبر الإنترنت، وتعد بمثابة منصة لتبادل الآراء والحوار بين المشاركين، كما أنها توفر اقتراحات لعمل (الفاو) في قطاع الغابات.