رأى النائب المستقل غسان سكاف، أن عدم توافق المعارضة حتى الساعة على مرشح موحد لرئاسة الجمهورية لن يفرمل المساعي للوصول خلال الأسابيع الأربعة المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون، إلى قاسم مشترك تولج منه المعارضة إلى المعركة الانتخابية بمرشح موحد، على أن يكون سياديا يوحي بالثقة للشعب اللبناني وللمجتمعين العربي والدولي، ولديه برنامج واضح قادر على إطلاق عجلة الإصلاح، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل بشائر خير في هذا الخصوص، لاسيما أن كلا من أطراف المعارضة لديه الإرادة والنوايا الصادقة لإخراج البلاد من مستنقع الوحول التي أغرقت فيه.

وأكد سكاف في تصريح لصحيفة الأنباء الكويتية، أنه لا مشكلة لدى القوى المستقلة مع المرشح ميشال معوض، إلا ان نقطة البحث الأساسية التي على قوى المعارضة الانطلاق منها هي اختيار مرشح قادر على تأمين نصاب الثلثين (86 نائبا) لجلسة انتخاب الرئيس، مؤكدا انه حتى الساعة لم يتم التوصل الى بديل عن معوض، الا ان السقف الذي وضعه الأخير كبرنامج رئاسي، قد يكون الاساس لانطلاق المفاوضات في البحث عن مرشح توافقي يؤمن النصاب المطلوب، ويخرج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.

وأكد استطرادا أن القوى المستقلة متمسكة بلبننة الاستحقاق الرئاسي، أي برئيس صنع في لبنان، وليس نتاج تفاهمات إقليمية دولية، وتعمل على عدم تحول الاستحقاق الى مبارزة بين مرشحين متناقضين سياسيا، يتسلل منها الشغور إلى موقع الرئاسة الأولى، علما أن البعض يعول على الفراغ، إما لتمرير مصالحهم الحزبية والشخصية والفئوية، وإما لكسب الوقت بانتظار تبدل الظروف والمعطيات، إلا أن ما فات هؤلاء أو تعمدوا نسيانه هو ان الفراغ في رئاسة الجمهورية بحر واسع من المشاكل والأزمات، نعرف اين يبدأ، لكننا نجهل أين وكيف ينتهي.

وأكد سكاف أن المرشح التحدي لا يؤمن النصاب لجلسة انتخاب الرئيس، لا بل ان التمسك به يزيد الأمور تعقيدا ويرمي بالاستحقاق الرئاسي في المجهول، والمطلوب بالتالي رئيس توافقي يكون رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، ويحمل المواصفات المطلوبة سياديا لإنقاذ البلاد، رئيس يضع نفسه فوق المصالح الشخصية والعائلية والحزبية، يصالح اللبنانيين مع بعضهم، ويستعيد علاقات لبنان مع الدول العربية والغربية، لا رئيسا وسطيا من نادي الهواة او من محافل الجهل السياسي، يحمل مواصفات "أبو ملحم" وفاقد الحول والقوة، وذلك لاعتباره ان الأزمة في لبنان من ألفها الى يائها سياسية بامتياز، ومن هنا أتت سلة الأسماء لاختيار مرشح رئاسي منها يثق به الجميع، ويكون الضمانة لتوافق اللبنانيين سياسيا، انما تحت سقف الدولة والشرعية والدستور والقانون والمؤسسات.