للأزمة المالية تداعيات كثيرة على ​اللبنانيين​، قد يكون أهمها إنخفاض ثقة الموطنين والمقيمين في ​القطاع المصرفي​، فها هم يكنزون مدخراتهم بعد أن قبضت ​المصارف​ على الجزء الأكبر منها، فأصبح هناك ضرورة لإعادة توجيه الاستثمارات في ​البلاد​ على أسس واضحة. ومن هنا كان شعار معرض الفن العربي في دورته لعام 2022 "استثمر في الفن".

الإستثمار في الفن، قد يكون من أفضل الاستثمارات، هو حيز له ثقة عالية عند المصارف وصناديق التحوط، والائتمان حول ​العالم​، حيث لديها فرق من المستشارين الفنيين لاختيار أجمل الأعمال ووضعها في مراكزها؛ هو بابٌ جمالي، ولكن هو باب استثماري أيضًا، فاللوحة يرتفع ثمنها على مدى السنين خاصة إذا كانت لفنان يطور أدواته، يسوّق أعماله، ويخلق علامة فنيّة لنفسه لا تموت.

ومن هنا، كان اللزام الذي اتخذه منظم معرض الفن العربي منذ انطلاقته الأولى عام 2019، بأن يوجد لجنة مؤلفة من أشخاص لهم خبرتهم الكبيرة لاختيار الأعمال الفنية التي يجري عرضها، وذلك لضمان عرض أرقى الأعمال الفنيّة، التي تكون في صالح محبّي ​الفنون​ والمقتنيين على حدّ سواء. وفي هذا الموضوع يقول أستاذ ​فرحات فرحات​ مدير عام اديوسيتي – الشركة المنظمة لموقع النشرة: "هو حقّ للفنان أن يعرض عمله مع أعمال ذو قيمة مشابهة، فلا يجوز الجمع بين الأضداد، هذا من جهة أولى؛ ومن الثانية: هو ضمانة للمقتني أن يشتري عملًا ذو قيمة فنية جيدة، وبالتالي نضمن أن استثماره لن يذهب هدرًا؛ ومن جهة ثالثة: هو التزام لمحبي الفنون برؤية أعمال مميّزة، فالزائر لديه حقّ في الإطلاع على أعمال عظيمة، وليس ما دون ذلك، سواء كان مقتنيًا أو محبًّا للفنون–لا أكثر."

وعن أهمية أن يكون هناك لجنة لتقييم الأعمال الفنية في الأرت فير، يقول أستاذ سعد يكن–فنان دولي، وعضو لجنة التحكيمفي معرض الفن العربي: "ان ​تظاهرة​ معرض الفن العربي في بيروت هي تظاهرة حضارية ومحاولة لدمج الدول العربية في دعم الحركة الفنية التشكيلية في لبنان بصورة خاصة، وفي العالم العربي بصورة عامة. ووجود لجنة محكّمة في الأرت فير مكوّنة من أشخاص لهم خبرتهم لتقييم وتحسين سويّة الأعمال الفنية يهدف لتقديم رؤية حضارية للفن التشكيلي المعاصر؛ كما ان وجود لجنة فنية لاختيار الأعمال ليست قضية تمييز عنصري ضد أعمال فنية أو فنانين، وانما محاولة لدعم سويّة المعرض والرقيّ بالأعمال الفنية المعروضة قدر الإمكان إلى مستوى جيد".

معرض الفن العربي انطلق قبل الجائحة في دورته الأولى وضمّ في حينها عدد من الغاليريات والفنانين المستقلين، يعود بعد طول انتظار للانعقاد في وسط بيروت، في نادي بيروت لليخوت، خليج الزيتونة من الخميس 3 تشرين الثاني 2022 ولغاية الأحد 6 منه، والدعوة عامة لكل محبي الفنون في العالم العربي.