شدد ​السيد علي فضل الله​، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي الـ 36 للوحدة الإسلامية في ​طهران​ على "ضرورة رفع الصوت عالياً لمطالبة الدول الإسلامية التي عبثت بها النزاعات تحت عناوين مذهبية أو قومية أو لاختلاف في الرؤى والمسارات، بأن كفانا ما عانيناه من انقسام وتنازع أدى إلى جعل الأعداء يستفردون بكل دولة من هذه الدول ويعبثون بأمنها وسياستها واقتصادها".

وتوجه إلى القيادات بالقول، "أنتم قادرون إن توحدت جهودكم وطاقاتكم أن تمنعوا كل هذا العبث بواقعكم، وأن تكونوا نداً للآخرين، وإذا نجحتم في ذلك، فلن يكون بعدها لمستبيحي الثروات والأوطان أن يتمكنوا من استباحة أرضكم ومقدساتكم وأن يكسركم أحد، لقد جرب البعض منكم أن يوحدوا جهودهم، واستطاعوا أن يحرروا أرضهم ويجهضوا مشاريع عدوهم.. أنتم لستم ضعفاء بل أقوياء إن وحدت طاقاتكم وجهودكم".

ودعا فضل الله، كل القيادات العربية والإسلامية، إلى "مراجعة السياسات الفردية والفئوية والتي أدت إلى ما نشهده من ضعف وتحلل، وأن يرتقوا إلى مستوى التحديات بإخراج صيغ التعاون الموجودة في أدراج مؤسساتهم، والعمل على تفعيلها بأن لا تبقى شكلاً بلا مضمون، وإصلاح ما فسد على صعيد العلاقة بين هذه الدول من النزاعات والخلافات، والتوجه إلى العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد كل دولة وتلك التي تهددها جميعاً، سواء على المستوى السياسي الذي يتعرض لضغوط كبيرة، أو التحدي الاقتصادي حيث يعيش العالم الإسلامي في ظل تبعية اقتصادية يمكن التخلص منها بالتعاون بين هذه الدول وإنشاء سوق إسلامية مشتركة أسوة بالأسواق الأخرى".

ولفت فضل الله، إلى "ضرورة أن نولي الاهتمام الأكبر لمعالجة الخلافات المذهبية، والتي تشكل أحد أبرز المداخل التي يستخدمها الأعداء لتمزيق أي اتحاد أو وحدة بين المسلمين، حيث لا بد من التوقف بمسؤولية أمام ما يثيره كل مذهب على الآخر، والذي قد يؤدي إلى تكفيره وإخراجه من دائرة الإسلام، ودراسة ما يثار والتعمق في تقديم الحلول له، للحؤول دون أن يؤدي هذا النهج التكفيري إلى الإطاحة بكل دعوات الوحدة والأخوة بين المسلمين وإحباط كل الجهود والتضحيات التي بذلت في هذا السبيل".

وحث على "أهمية توفر الإرادة السياسية الثابتة والتصميم القوي على تحقيق الوحدة مهما كانت التضحيات، لأن مجريات الواقع والتجربة تؤكد مدى حجم التحديات والعقبات سواء الداخلية والخارجية التي ستتعرض لها القوى التي تتبنى خيار الوحدة كتكليف شرعي أو كنهج استراتيجي سياسي".