ذكر المدير العام للامن العام ​اللواء عباس إبراهيم​، أن "المعجزة هي التي حمت لبنان ومنعت سقوطه الامني، فحافظت على حد معقول ومقبول امنيا وبمنسوب فوق الوسط. وذلك طبعا بفضل ​الجيش اللبناني​ وكل الاجهزة الامنية التي تعاني من الانهيارات المالية والاقتصادية، ولكن الأهم من كل ذلك، يعود الى اخلاق الشعب اللبناني والروح الوطنية المتمكّنة منه وايمانه بوطنه وأمله بأنه سيعود وينهض".

واعرب خلال لقائه وفدا من نقابة محرري الصحافة اللبنانية ترأسه النقيب ​جوزف القصيفي​، ردا على سؤال حول تشكيل الحكومة، عن أمله بتشكيلها، قائلاً: "اننا كلنا امل ان تشكل حكومة جديدة بكامل المواصفات الدستورية، ولو ان الوقت اصبح ضيقا، وأننا نستطيع تجاوز هذه المشكلة بانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، ولنكون على الضفة الآمنة وتحسبا لكل شيء محتمل، يجب ان ننتخب الرئيس ضمن المهلة الدستورية وقبل 31 الشهر الجاري، وان يكون رئيسا توافقيا، قادرا على التواصل مع الجميع في الداخل والخارج".

وردا على سؤال حول استكمال الاجراءآت المتعلقة بالإتفاق حول الحدود البحرية اوضح، أن "وفدا لبنانيا سيشكل لمتابعتها من ضمن الروزنامة المقررة، ولا داع لاصدار مرسوم جديد بشأن الحدود البحرية، فالمرسوم 6433 المودع لدى الامم المتحدة منذ العام 2011 لم يطرأ عليه اي تعديل لجهة الخط البحري والاحداثيات المرفقة به".

وكشف ابراهيم، أن "عدد السوريين الموجودين في لبنان بلغ ما يقارب مليونين و80 ألفا بمن فيهم ​النازحين​"، مشيراً إلى "اننا سنعتمد آلية العودة نفسها التي اعتمدناها منذ العام 2017 وأسفرت عن اعادة ما يقارب 485 الفا، والدفعة المقبلة ستضم 1600 نازح ننتظر الاجوبة بشأنهم من السلطات السورية للبتّ بموعد اعادتهم".

ورأى، "اننا لم ولن ننتظر ضوءا اخضرا من احد لاستئناف قوافل العودة، ولا احد سمح لنا من قبل ولا سأل، وإن كان هناك من تغيير في الموقف الاوروبي من موضوع العودة، فذلك يعود الى ما تركته قوافل الهجرة غير الشرعية التي تطرق ابوابهم، وأن هذا الامر قد يُغيّر في المقاربة الدولية لهذا الملف، فنحن في لحظة سياسية مؤاتية للعمل على اعادة هؤلاء الى بلادهم".

وعن الوضع الامني أكد أنه "ممسوك، ونحن كأجهزة امنية نتحسّب للأسوأ في كل المناطق، ونحن نرصد كل تحرك مشبوه ونتعامل معه لدرء اي خطر يهددنا، والاهم من كل ذلك أنه ليس هناك من بيئة حاضنة للارهاب والارهابيين في اي منطقة من لبنانبعد ان بات كل مواطن خفيرا".

وردا على سؤال يتصل بموعد انتهاء أزمة ​جوازات السفر​ اشار ابراهيم، إلى أن "المديرية العامة ستتسلّم منتصف الشهر المقبل ما بين 50 و 100 ألف جواز سفر جديد، وسيشكل ذلك انفراجا جزئيا قبل ان تصل دفعة المليون بعد حوالى اربعة اشهر"، وعن الضغط الحاصل على المنصة الخاصة بحجز المواعيد اوضح أنه "خلال عمليات التنقية التي بدأناها على المنصة ادت الى اكتشاف ما يقارب الـ 100 الف طلب وهمي، وهي التي تسببت بتحديد مواعيد بعيدة الامد لطالبيها".

وبدوره، ذكر نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي، أن "لبنان على مفترق طرق، مثخن الجراح،يعاني تدنيا في نوعية حياة ابنائه على مختلف الصعدان، ولست ادري اي معجزة هي التي وقَـتْهُ من الوقوع في الفوضى الامنية الشاملة، والعودة إلى حروب الداخل المتنكرة بالف زي وزي، لكن هذا الوطن الذي تسوسه الاحقاد والانقسامات والتجاذبات السياسية التي تلامس احيانا تخوما طائفية ومذهبية، لا يعدم رجالات بقامات وطنية عالية، تتصدى للعقد والمشكلات بروح المسؤولية، والالتزام المطلق بمصلحة لبنان، ووحدته، واستقراره".

واضاف، أن "دوركم في ملف ​ترسيم الحدود البحرية​ كان كبيرا، وعملتم عليه باحتراف وصمت، لان غايتكم كانت الوصول إلى الخواتيم التي تستجيب مع مطالب لبنان، وهي حق له، والاقرار بها ليس منّة من احد، رغم نشاط الوسطاء وحراكهم"، وتساءل: "هل تجدون أن لبنان سيشهد ولادة مثل هذه الحكومة في الأيام المقبلة، أو أن التعقيدات ستقضي بالابقاء على حكومة تصريف الاعمال؟ واذا قيّض للحكومة المرتقبة أن تبصر النور، هل تكون استنساخا لسابقتها، أو نسخة منقحة عنها، بعد تدوير الزوايا؟ وماذا عن جوازات السفر ومعاناة المواطنين؟".