كشفت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان وفدا من قيادة حركة حماس" سيزور سوريا في اطار استكمال تعزير العلاقات الثنائية، بعد الاعلان عن استئنافها قبل شهر اثر قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات مع اندلاع الاحداث في العام 2012، ومغادرة قيادات الحركة باتجاه قطر ودول أخرى.

وزيارة "حماس" تأتي في أعقاب إنتهاء "مؤتمر لمّ الشمل لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، الذي عقد في الجزائر برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، حيث وقّع 16 فصيلاً فلسطينياً يتقدمهم حركتا "فتح" و"حماس" على اتفاق لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني خلال عام.

كما تأتي في أعقاب موقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الاخير خلال الاحتفال بمناسبة ولادة الرسول محمد بن عبد الله(ص) وأسبوع الوحدة الاسلامية، حيث اشاد بـ"القرار الذي اتخذته حماس بتعزيز العلاقات مع سوريا"، ووصفه بانه "شجاع وحكيم وصحيح وسليم لاننا اليوم في فسلطين والمنطقة وفي محور المقاومة احوج ما نكون الى اعادة جمع الصفوف والشمل"، وقد قرأه المراقبون على اعتباره بمثابة الضوء الاخضر لاتمام المصالحة والقيام بالزيارة بعد تدخله في تذليل بعض العقبات.

وتؤكد مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان ايران والسيد نصر الله، لعبا دورا بارز في انهاء القطيعة، مع شعور "حماس" المتزايد بأن بعض الدول التي إحتضنتها بدأت بتضييق الخناق عليها، فتقليص دور الحركة في تركيا وضعها أمام خيارين: إما الوقوف مع دول عربية وإسلامية لديها اتفاقات تطبيع للعلاقات مع "إسرائيل" أو البقاء في "محور المقاومة" لـرصّ صفوفها، في ظل تعثر الاتفاق النووي الايراني مع الغرب، إضافة للتقارب التركي الإسرائيلي، ومع زيارة وفد قيادي من حماس إلى "موسكو"، وكلّها أسباب "دفعت "حماس" باتجاه تعزيز التقارب مع سوريا"، رغم الانقسام الداخلي في الحركة حول القرار والذي يقوده رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، غير إن حماس "حسمت أمرها مع "محور المقاومة" لانها تريد ان تبقى طرفا مؤثرا في المنطقة وعلى مقربة من حدود فلسطين الجغرافية، على الرغم أن هذا قد يؤثر عليها داخليا وإقليميا وفي الامتداد العربي الخليجي تحديدا.

وأشارت المصادر، ان قراءة المشهد الملتهب في العالم على ضوء الحرب الروسية–الاوكرانية، والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سوريا وتهديد اسرائيل للبنان في مسألة ترسيم الحدود البحرية وحقل كاريش، عجّل بضرورة أن يكون "محور المقاومة"بما فيها "حماس" على أتم الجهوزية في مواجهة أي مغامرات إسرائيلية في المنطقة".

ويؤكد مسؤول "حمساوي" لـ"النشرة"، أن وفدا قياديا من الحركة برئاسة رئيس "مكتب العلاقات العربية والإسلامية" في الحركة خليل الحية سيتوجه الأسبوع القادم الى سوريا لمتابعة استئناف العلاقات معها، وان الاتجاه يميل لـ"فتح مكتب تمثيل" في دمشق قريباً كخطوة أولى على طريق عودة العلاقات الطبيعية، لكنه من المبكر الحديث عن نقل مقر رئاسة الحركة إلى دمشق.

وفي المعلومات، فان ترتيب الزيارة يجري على اقتراحين، الاول زيارة مباشرة للوفد الحمساوي، والثاني ان تكون بمشاركة فلسطينية جامعة، اي ضمن وفد فلسطيني من تحالف القوى الفلسطيني يلتقي المسؤولين السوريين، على ان تعقد لقاءات ثنائية مع حماس بعدها خاصة بعد نجاح "اعلان الجزائر".

وكانت"حماس" أكدت في بيان في أيلول، إن استئناف علاقاتها مع سوريا "خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة"، وإنها "ماضية في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا". وعزت الخطوة الى "التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا" في إشارة ضمنية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين عدد من الدول العربية وإسرائيل واستئنافها بين إسرائيل وتركيا التي لجأ اليها عدد من قياديي حركة حماس بعد خروجهم من سوريا.

ومن المتوقع، ان ينعكس "اعلان الجزائر" و"مصالحة حماس لسوريا"، بظلال من الإرتياح على المخيّمات الفلسطينية في لبنان بحيث تشكل مظلّة حماية لها ويساهم في تعزيز أمنها واستقرارها ومع الجوار اللبناني، ويقوي الموقف الفلسطيني الموحد لمواجهة تقليص وكالة "الاونروا" لخدماتها الطبية والتربوية والصحية والاغاثية، وامتدادا لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية برمتها، والتصدي لكل محاولات تصفيتها وشطب حق العودة، على قاعدة ان انجاز المصالحة وانهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي يضع حد المحاولات بث الفرقة والانقسام التي يستفيد منها العدو الاسرائيلي وحده.

اعلان الجزائر

من جهة اخرى، نصّت بنود "اعلان الجزائر" الذي جرى في قاعة قصر المؤتمرات في مدينة الجزائر العاصمة، برعاية الرئيس عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، إلى جانب 70 سفيرا على التالي:

1-التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية، بهدف انضمام الكل الوطني إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

2-تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك عن طريق الانتخابات، وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات الوطنية القادمة في الوطن والشتات.

3-اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام.

4-تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ولا بديل عنه.

5-يتم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدة أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان. وتعرب الجزائر عن استعدادها لاحتضان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الجديد، والذي لقي شكر وتقدير جميع الفصائل المشاركة في المؤتمر.

6-الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وفق القوانين المعتمدة في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع.

7-توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

8-تفعيل آلية للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ومتابعة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية.

9-يتولى فريق عمل جزائري عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني وتدير الجزائر عمل الفريق.

وعليه:

-يوجه المجتمعون التحية للشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة الصامدة والداخل والشتات المنتفض ضد الاحتلال ونظام الاضطهاد والتمييز العنصري، ويعاهدون على تحقيق الوحدة الوطنية والالتفاف حول برنامج وطني كفاحي جامع لكل مكونات الشعب الفلسطيني، ويحيون التضحيات العظيمة للشهداء والنضال البطولي للأسرى والأسيرات في السجون الاحتلال.

-تؤكد القوى التزامها بتطوير المقاومة الشعبية وتوسيعها وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة.

-يتقدم المشاركون في مؤتمر لمّ الشمل لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بالشكر والتقدير لرئيس الجمهورية الجزائرية على رعايته ومبادرته للمؤتمر ووصوله إلى النتائج التي تمخضت بإعلان الجزائر.

-يدعو المشاركون الجزائر لمواصلة الجهود مع العرب لمتابعة تنفيذ الإعلان المذكور الذي توافقت عليه القوى السياسية الفلسطينية.