يا شعب لبنان العظيم، إننا جميعًا عامة الشعب ورثنا جُملةً من التحديّات على صعيد صياغة السياسات في لبنان، فمنهم من قال إنّ قوة لبنان في ضعفه، ومنهم من ذهب بعيدًا في محاربة الفساد والفاسدين، ومنهم من ثار على الإقطاع ولكن أورثنا "أضرب من الإقطاع"، ومنهم إدعّى العفة في ممارسة ال​سياسة​ فخرج سارقًا وناهبًا للمال العام بدرجة "ممتاز وجيِّد جدًا"، ومن الصعب محاكمة أيُّ نوع من هؤلاء السّاسة، لا بل يُحاضرون في العفّة ويُراسلون المجتمع الدولي معتمدين أسلوب البراءة وهم بعيدين كل البُعُدْ عن تلك الصفة وأقل ما يُقال عنهم "إنهم زناة سياسة".

يا شعب لبنان العظيم، إنّ ما ينتظرنا من مشاكل وعقبات جمّة تُطالبنا بإيلاء جـلّ إهتماماتنا في وقتٍ سيعمل "زُناة السياسة" على الحدّ من الجهد والوقت اللذين نستطيع تكريسهما له. إنّ سعي هؤلاء السّاسة ومن يقف خلفهم من دول إقليمية ودولية إلى إمتلاك ومُصادرة كل مراكز الدولة في الجمهورية اللبنانية سيزيد الأمور تعقيدًا، حيث لا يمتلك الشرفاء أيّة وسيلة لتنوير الرأي العام، ناهيك عن أنّ بعض قادة الرأي من العلمانيين والروحيين "يُخبصّون" في المواقف ويشطحون في بدع سياسية لا طاقة لهم على ترجمتها على أرض الواقع... وهنا تكمن المشكلة الكبيرة .

يا شعب لبنان العظيم، لبنان الجمهورية بيعَ بسوق النخاسة وبأرخص الأثمان، شعبٌ ذبِحَ من الوريد إلى الوريد، لا بل يُتاجر بدمه سماسرة السياسة والإنتهازية وتجيير المواقف. قادة عهر سياسي يُطلّون علينا من على شاشات التلفزة ليُزكّوا الخلافات فيما بين اللبنانيين، وما من أحد في المرحلة الحالية سواء أكان رجل دين أو علماني بإستطاعته القول لهؤلاء إنها قضية وطنيّة كفّوا عن أطماعكم بالسيطرة على مناصب واهية، وكفّوا كذبًا ونصبًا ولصوصية، وجوهكم النتنة ظهرت عليها أقنعة العار والزنى وما عادت تنفعكم إطلالاتكم التلفزيونية... وعلى ما أعتقد أنّ للغيارى والشرفاء عقول تُفكّر وتخطّط...

يا شعب لبنان العظيم، الوطن لبنان هو تضحية، فداء، محبة وعطاء صادق. وعلينا أن نقول لهؤلاء الزناة إنّ لبنان ليس إستثمارات وتجارة وأرض سائبة، هو أرض يحتضن رفات قدّيسينا وأمهاتنا وأبائنا وكل من غابوا ليبقوا رمزًا نضاليًا في ضميرنا الوطني، الوطن ليس مكاتب تفتحونها على الأراضي اللبنانيّة لتمعنوا في التضليل، وأرضنا ليست للزنى السياسي وللعار وللمتاجرين بالمخدرات والمال الحرام. لبناننا ليس مرتعًا للمال الملوّث بالأجندات الفاسدة التي تبرزونها اليوم عند الإستحقاق الرئاسي، مشاريعكم الإنتهازية لا تبني الوطن ولا تصلح لتنظيم الأمور، بل هي كناية عن عبيد ومرتزقة وعهّار سياسة. مشاريعكم مشاريع تسلُّق وتجار ألم الشعب وإفقاره وسماسرة الدم... كفّوا عن تلك الأمور وكفّوا عن محاربة بعض القُضاة الشرفاء، وكفّوا عن مهاجمة موّظّفين إنتم إخترتموهم طوعًا ليكونوا في مركز المسؤولية ...

يا شعب لبنان العظيم، أيُّها الشعب الأبّي أنتَ شعبٌ عظيم حارب مُدّعي حب الأوطان بزيف ورياء وحارب مدّعي التقيّة السياسية، صبرتم وصبرنا كثيرًا وكابرنا على جراحنا وعذاباتنا. مَنْ مِنّا لا يُعاني اليوم من الجوع والبطالة والفقر والهجــرة؟ لقد آن الأوان لخلق قيادة سياسية شريفة علمانية وروحية محترمة تمثلنا خير تمثيل، تتحدث بإسمنا، نعم نريد فريق عمل يتحدث بإسم الحق وبإسمنا... مكاتبنا في بيروت وكسروان تفتح أبوابها للخير ولإيجاد مخرج لهذا المأزق الذي أوقعونا فيه ...

يا شعب لبنان العظيم، عهّار السياسة أتعبوا الوطن وأرهقوه وأضاعونا وما زالوا يُصرّون على أفعالهم وخداعهم، يتهجّمون على الشرفاء من بني قومنا ويدّعون العفاف السياسي وهم إستباحوا كراماتنا وأعراضنا وأرزاقنا... إنّ مفهومهم للعمل الوطني ينمّ عن الفجور، وقد صدق من قال في ذلك الزمان "لا تلجأّنَ سِرًا إلى خائن يومًا ولا تدن إلى العاهر"، نعم مارسوا البغاء السياسي وأهلكونا، وقد خرجوا عن المألوف وناقضوا السلوك السوي الصحيح .

يا شعب لبنان العظيم، الزانية تعاقب بالرجم أما الحكام اللصوص وأنصارهم مسؤولون عن تضليل الحقائق بقتلنا وإفقارنا، وعلينا أن نقارن فيما بين العهر الجسدي والذي ثمنه الرجم والعهر الفكري والسياسي الذي دمّرنا ولنحكّم ضميرنا بتعليق المشانق .