اعتبر نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ العلامة ​الشيخ علي الخطيب​، أن "الواقع يستمدّ شرعيته من منطق الحق وليس على أساس الغلبة والإخضاع كما هو المنطق الأخر، الذي يحاول بذلك أن يبرر نفسه وأن يُعطي لنفسه الشرعية لأنه يخالف المنطق، كما أنه من الناحية العملية أخفق في إيجاد الإستقرار في الدائرة الأوسع على مستوى العالم أو في الدوائر الأضيق على مستوى الدول وفي داخل المجتمعات المحدودة التي يُشكل المجتمع اللبناني واحداً منها وحُكمت بمنطق صراع الأقليات فإفتقد وحدته الوطنية وإستقراره الداخلي".

واشار خلال ​خطبة الجمعة​ في مقر الجلسة، الى ان "ذلك أدى إلى التفريط بسيادته التي اعتاد العدو الإسرائيلي على انتهاكها والتفريط بثرواته التي إما إنتُهبت أو بقيت دون إستغلال لصالح الشعب اللبناني بفعل ضعف الحكم والصراعات الداخلية للاستحواذ على المنافع واختلال الإدارة وفسادها وزيادة الفقر وضرب البنى التحتية، وخسارة الكفاءات وحرمان اللبنانيين من الإستفادة منها والتي كلّفت لبنان أثماناً باهظةً و أُجبرت على الهجرة إلى الخارج وإستغلالها بأجور مهينة كل ذلك بفعل نظام طائفي متخلّف".

ورأى الخطيب أن "شعار الأقليات رُفِع بحجة الحماية لها من أوهام إبتلاعها من الأكثرية، ولكن الذي حصل هو العكس تماماً حيث لم تُحم هذه الأقليات وأُدخلت في صراعات داخلية لا نهاية لها جعلتها ألعوبة بيد الغرب الإستعماري، صاحب هذه الكذبة لتحقيق مصالحه وليس من أجل حمايتها أو الحفاظ عليها".

ولفت الى أن "بعض اللبنانيين تنبهوا إلى هذه الحقيقة، وأدركوا أنهم جُروا إلى هذه اللعبة الدولية القذرة التي تريد فصلهم عن إنتمائهم العربي والمشرقي وعبّروا عن ذلك بوضوح، وهو أمر يدعو إلى التفاؤل ونأمل في شيوع هذا الوعي لدى البعض الآخر ممن لا يزال يعيش هاجس الخوف والإنفصال عن الواقع، وأن يُدرك الجميع سريعاً أن الحماية لن تأتي من الغرب ومن شعار حماية الأقليات ولا من الإمتيازات الطائفية وإنما بصناعة وطن حقيقي يحقق العدالة لجميع بنيه، إضافة إلى الخروج من منطق الصراعات السياسية العبثية ومن خلفية الإنتقام للأحقاد الشخصية وتسجيل إنتصارات وهمية".

في سياق متصل، أكد الخطيب أن "الواقع الجديد الذي أوجدته ​المقاومة​ في لبنان، ساعد على تبدل صورة الصراع في المنطقة، وأعاد للقضية الفلسطينية وهجها وللمقاومة الفلسطينية ألقها كما يثبته ​الشعب الفلسطيني​ كل يوم في المواجهات البطولية التي يخوضها في الضفة الغربية بعد أن بدا للعدو الإسرائيلي أن الشعب الفلسطيني قد إستكان وخضع لما أراده".