في لبنان المشاهد مختلفة، من جهة الأوضاع الاقتصادية المتردّية، والناس تشكو سوء الأحوال وعدم القدرة على الإستمرار، ومن جهة أخرى نرى الحجوزات في المطاعم كاملة والازدحام على الطرقات شديد لدرجة أن البعض يكاد يفكر أن اللبناني لا يزال يدفع ثمن صفيحة البنزين على 1500 ليرة ولم تتجاوز 800 ألف ليرة بالأمس... فكيف أُثّرت الأزمة على استهلاك المحروقات؟!.

"استهلاك البنزين انخفض 14% عمّا قبل حصول الأزمة وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة"، هذا ما يؤكده الباحث في الدوليّة للمعلومات محمد شمس الدين، لافتاً عبر "النشرة" الى أنّ "​المازوت​ زاد استهلاكه بنسبة 30% لأنه لا يوجد كهرباء، والمولّدات تعمل على هذه المادة اضافة الى التهريب عبر الحدود". بدوره عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس فيشرح أنه "ما قبل الأزمة كنا نستهلك يومياً حوالي 7 مليون و700 الف ليتر، في العام 2021 إنخفض الى 6 مليون و500 الف ليتر في اليوم،وحالياً معدل الإستهلاك هو 5 مليون و500 الف ليتر يومياً"، مشيرا الى أننا "شهريا نحتاج الى ما بين 120 الى 140 مليون دولار ثمناللبنزين فقط".

موازنة 2022 أصبحت نافذة وتتضمن رفعاً للدولار الجمركي الى 15 الف ليرة، أيّ أنّ الضرائب ستدفع على هذا السعر وحكماً هذا الامر سينعكس على المحروقات وتحديدا على البنزين مع إعفاء للمازوت. هنا يلفت شمس الدين الى أن "الدولة كانت تستوفي 5060 ليرة كضريبة، وعلى سعر 16$ للصفيحة ستصبح الضريبة حوالي 70 الف ليرة واذا اضفنا TVA ستصل الى 100 الف ليرة"، معتبرا أن "الأمر الجيّد أن سعر برميل النفط بدأ ينخفض عالمياً، واذا تراجع الدولار وأتت زيادة الضريبة، فستبقى صفيحة البنزين على حالها أما في حال تجاوز سعر صرف الدولار 40 الف ليرة وبرميل النفط تجاوز 125 دولارا واضيفت عليه زيادة الدولار الجمركي فحكما سعر الصفيحة سيتجاوز المليون ليرة".

أما جورج البراكس فيعيد الاختلاف بسعر صفيحة البنزين بعد زيادة الدولار الجمركي الى الالية التي ستعتمدها الدولة، معتبرا أن "5060 ليرة هو الرسم على الكمّية وليس على قيمة الفاتورة"، مضيفا: "حكماً ستزداد الضريبة التي ستجنيها الدولة، ولكن لا نعرف بعد آلية احتاسبها أو جبايتها"، مؤكدا أن "ارتفاع البنزين يعود الى ارتفاع سعر الصرف الدولار مقابل الليرة"، ويشير الى أن "الدولار "عم يلعّبنا يويو" البارحة اشترينا على 40500 ليرة واليوم انخفض الى 39 الف ليرة، فماذا نفعل بهذه الحالة"؟.

حكماً ارتفاع سعر صرف الدولار أثّر على الحياة في لبنان بشكل عام، ولكن حسب الارقامفان نسبة الاستهلاك بالمقارنة مع ارتفاع البنزين لم تتأثر بشكل دراماتيكي بل على العكس لا يزال الازدحام موجودا، فهل تبقى الامور على حالها اذا تجاوز سعر صفيحة البنزين المليون ليرة؟!.