اعتبر نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ ​الشيخ علي الخطيب​، أن "مقولة حروب الآخرين على أرضنا التي يطلقها البعض كانت تصح في الماضي وأن مطلقيها هم صناعها، وإن حاولوا تبرئة أنفسهم وتحميل غيرهم مسؤولياتها، ولكنها تصح اليوم فقط ويتحمل مسؤوليتها الأطراف الذين يربطون مصيرهم بمصير العدو الإسرائيلي ويتلقون التعليمات لمواجهة محاولة إخراج لبنان من صراع المحاور حقيقة بمواجهة العدو الإسرائيلي".

وأشار خلال خلال ​خطبة الجمعة​ في مقر الجلسة، الى أن "الذين يطلقون ان الواقعية تدعو إلى التسليم بوجود العدو الإسرائيلي هم الذين يعملون على إبقاء لبنان ضمن دائرة صراع المحاور، والذي يخرج لبنان من هذه الدائرة هو عدم التسليم لمنطق القوة الدولي يفرضه العدو الإسرائيلي كأمر واقع يجب الخضوع لإرادته، وإن مقاومة هذا المنطق ورفضه والعمل على مواجهته وهو ما تقوم به القوى ​المقاومة​، هو رفض لإدخال لبنان والمنطقة في نفق المحاور الذي يعني محور الغرب في مواجهة الشرق ويخلص المنطقة من النفوذ الأجنبي الذي ينهب خيراتها ويستخدمها في صراعاته الدولية".

وأكد ان "المقاومة في لبنان جزء من المقاومة في المنطقة العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي هو رأس حربة محور الغرب الاستعماري الذي أدخل المنطقة العربية تحت نفوذه واستخدمه في صراعاته الدولية، وإني أستغرب تقييم الخطوة لبعض الدول النفطية الخليجية على أنه تمرد على الإرادة الأميركية، وإنما هو واقع في صميم هذه الإرادة وجزء في الصراع السياسي الداخلي الأميركي بين الجمهوريين والديمقراطيين، وليس قراراً لإخراج هذه الدول من سيطرة النفوذ الأميركي لصالح إخراجها من صراعات المحاور الدولية".

في هذا السياق، رأى أن "أولى خطوات الإصلاح في لبنان والمنطقة العربية، هو التحرر من الإملاءات الغربية التي تحرض على المقاومة وتعمل على محاصرتها وتأليب الحاضنة الشعبية ضدها وجرها للدخول في فتن طائفية داخلية وإقليمية استطاعت المقاومة حتى الآن الإفلات منها". واكد أن "المخطط الجهنمي لم ينته، فالحصار الاقتصادي وضرب النقد الوطني ودولرته وتفريغ ​المؤسسات الدستورية​ أدوات خطيرة تُستخدم بلؤم في هذه المعركة".

وحذر الخطيب، "القوى التي تقف وراءها من الارتدادات الخطيرة لها ومن عواقبها ليس على بيئة المقاومة فقط، ولا على الشعب اللبناني وحده، وهذا ليس من باب التهديد وإنما من باب المثل الشعبي و الامثال تُضرب ولا تُقاس (إن الحية إذا ضُيق عليها عضت بطنها)، ولن ينحصر ضرره على الداخل اللبناني فإذا كان أصحاب هذه السياسات الذين نسمع تصريحاتهم يأملون تفكيك مؤسسات الدولة أن يرتد الوضع على المقاومة فقد يكون الأمر معاكساً، ولذلك فالطريق الأسهل هو الكف عن السير في هذا الطريق".