أكّد نائب رئيس المجلس التّنفيذي في "حزب الله" الشّيخ علي دعموش، أنّ "المقاومة اليوم أقوى وأصلب وأقدر وأشدّ تصميمًا وعزمًا من أيّ زمن مضى، وأنّ بفضل المقاومة ومعادلاتها وبركة دماء الشّهداء واستعداد وجهوزيّة مجاهدينا، بات لبنان يحقّق الإنجازات"، ورأى أنّ "النّتيجة الّتي حصل عليها لبنان في ملف الترسيم البحري، هي إنجاز كبير وكبير جدًّا، وما كانت لتحصل لولا التّكامل بين الدّولة والمقاومة والشعّب".

ولفت، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في بلدة برعشيت، بمناسبة "يوم الشهيد"، إلى أنّ "البعض قد يكون قلقًا من أن تقوم إسرائيل بالإخلال بهذا الاتّفاق، خصوصًا بعد فوز رئيس حزي "الليكود" بنيامين نتانياهو في الانتخابات الإسرائيلية، لأنّ نتانياهو كان قد هدّد بإلغاء الاتّفاق في حال فوزه بالانتخابات".

وركّز دعموش على أنّ "نتانياهو ليس قادرًا على إلغاء الاتّفاق، أوّلًا لأنّ المؤسّستين العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّتين أجمعتا على أهميّة الاتّفاق، تجنّبًا للحرب في لبنان وفي المنطقة، ولا يمكن لنتانياهو أن يتجاوز ذلك ويتّخذ قرارًا سياسيّاً يناقض القرار العسكري والأمني، وثانيًا لأنّ معادلة المقاومة الّتي فرضت على الأميركي والإسرائيلي الإذعان للمطالب اللّبنانية لا تزال قائمة، وستبقى هذه المعادلة هي ضمانتنا الحقيقيّة لاستمرار الاتّفاق، وليس الالتزام الأميركي؛ لأنّ أميركا لا تفي عادةً بالتزاماتها".

وأشار إلى أنّ "ما دام أنّ المقاومة حاضرة وجاهزة ومتيقّظة وتتابع، فهي الّتي تشكّل الضّمانة الحقيقيّة لاستمرار هذا الاتّفاق، فلا داعي للقلق، بل يجب أن نكون مطمئنّين وأن نثق بأنّ المقاومة الّتي فرضت هذه النتيجة، ستفرض على العدو الالتزام بها وحتّى النّهاية".

كما بيّن أنّ "السّبب الرّئيسي ممّا يعاني منه اللّبنانيّون هي الإدارة الأميركية، الّتي تحاصر لبنان وتزيد في معاناة اللّبنانيّين، وتعمل على تعميق الأزمات والمشكلات، من خلال منع المساعدات عن لبنان، ومنع وصول الكهرباء والغاز إليه، والمنع من حلّ قضيّة النّازحين، وأيضًا التّدخّل في الشّؤون الدّاخليّة اللّبنانيّة، ومحاولة فرض رئيس للجمهوريّة مرتهن لإرادتها".

وذكر دعموش أنّ "الإدارة الأميركيّة تخطّط اليوم لانهيار البلد وإثارة الفتن وتفجير الأوضاع في الدّاخل وصولًا إلى تدمير البلد، وهذا ما كشفت عنه مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى، الّتي تحدّثت عن سيناريو خطير للبنان نتيجته تدمير البلد بالكامل وإعادة بناءه وفق المصالح الأميركيّة والإسرائيليّة، أي بلا مقاومة، لأنّ المقاومة تشكّل تهديدًا لإسرائيل، وتجعل لبنان قويًّا في مواجهة أطماعها".

وشدّد على أنّ "اللّبنانيّين الّذين ما زالوا يعتبرون أميركا صديقًا ويراهنون عليها في حلّ الأزمات، يجب أن يعرفوا أنّ ما تريده أميركا للشعب اللبناني هو الفتنة والموت والخراب والدمار وتحويل بلدهم إلى رماد، وكلّ ذلك من أجل عيون إسرائيل وأمنها"، معتبرًا أنّ "أميركا لم تكن في يوم من الأيّام صديقًا حقيقيًّا للبنان، بل كانت على الدّوام سببًا في خرابه ودماره وويلاته ومعاناته".

ولفت إلى أنّ "اللّبنانيّين يجب أن لا ينسوا أنّ الّذي دعم الاجتياح الإسرائيلي الّذي دمّر لبنان عام 1982، وأيّده وحماه ورعاه وموّله هو الولايات المتحدة الأميركية، وأنّ السّلاح الّذي قتل اللّبنانيّين ودمّر أجزاءً واسعةً من لبنان عام 1993 و1996 وصولًا إلى عام 2006 هو السّلاح الأميركي، وأنّ الّذي جاء بالإرهاب التّكفيري و"داعش" إلى منطقتنا وإلى لبنان وفجّر وقتل في البقاع والضاحية وبيروت هو الأميركي، وأنّ الأميركي هو مَن صنع الفوضى وعمل من خلال أدواته على إثارة الفتن في لبنان وفرض الحصار والعقوبات على اللّبنانيّين منذ العام 2019 وحتّى الآن؛ وكان سببًا أساسيًّا للانهيارات الاقتصاديّة والمعيشيّة والماليّة".

وأكّد عدموش أنّ "هذا وغيره يجب ألّا ينساه الشعب اللبناني، ويجب ألّا يغيب عن بال أحد أنّ الّذي وقف بوجه كلّ هذه الحروب والاعتداءات والمؤامرات والفتن، وصمد وثبت بوجه الحصار والعقوبات، وهزم العدو وحرّر الأرض وحمى لبنان، ولا يزال يقف في مواجهة المشاريع الأميركيّة الخبيثة في لبنان، هم اللّبنانيّون الشرفاء، وفي مقدّمهم "حزب الله" والمقاومة وجمهور المقاومة والمعادلات الّتي صنعتها ببركة دماء الشهداء الأبرار".

إلى ذلك، وجد "أنّنا وأمام التّحدّي الجديد الّذي تحاول الإدارة الأميركيّة أن تفرضه على لبنان للقضاء على قوّته، من حقّنا الطّبيعي أن نرفض الإتيان برئيس للجمهوريّة يخاف من الأميركي ويعمل وفق إرادته"، مشدّدًا على "أنّنا نريد رئيسًا شجاعًا ووطنيًا لا يخاف ولا يُباع ويُشترى، ويقدّم المصلحة الوطنيّة على المصالح الأخرى".

وأعلن أنّ "من حقّنا كمقاومة وبيئة مقاومة وجمهور مقاومة تستهدفه الإدارة الأميركيّة وتريد سحقه وإنهاءه وإسقاط قوّته، أن نطالب برئيس للجمهوريّة مطمئن للمقاومة، وليس برئيس تحدٍّ يريد أن يواجه جزءًا كبيرًا من الشّعب اللّبناني، ويتآمر على المقاومة ويطعنها في ظهرها"، مركّزًا على أنّ "من مسؤوليّة الجميع البحث عن رئيس يجمع اللّبنانيّين ويوحّدهم ويساعد على إخراجهم من أزماتهم ومشكلاتهم، ويحافظ على عناصر قوتهم ويحمي البلد، وليس رئيسًا يعمّق الأزمات ويزيد الانقسامات".

وأفاد دعموش بأنّ "الخيار الموصل إلى رئيس من هذا النّوع في ظلّ عدم وجود أغلبيّة في المجلس النّيابي، هو الحوار والتّوافق، وهذا ما نعمل عليه وندعو كلّ المخلصين للعمل عليه، حتّى نصل ببلدنا إلى برّ الأمان".