لفت المدير العام لإدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي"، ناصيف سقلاوي، إلى أنّ "الريجي تلتقي مع الجمارك اللبنانية والبرنامج العالمي لمراقبة الحاويات، على هدف مشترك هو القضاء على الاتجار غير المشروع"، مشيرًا إلى أنّ "استمراريّة المؤسّسة رغم المتغيّرات والمناخ المتقلّب والأزمات، تشكّل في ذاتها إنجازًا".

وذكر، خلال زيارة وفد من البرنامج العالمي لمراقبة الحاويات الّذي أنشأه مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، مقرّ إدارة "الريجي"، "أنّنا حافظنا على مواردنا البشريّة وعلى دعمنا خزينة الدّولة، إضافةً إلى دعم المزارعين"، مركّزًا على أنّ "رغم كلّ التّحدّيات بقينا نكافح التهريب. فكلّما ازداد، ازداد عزمنا على القضاء عليه بشتّى السّبل".

وأوضح سقلاوي أنّ "همّنا الأوّل والدّائم هو حرمان الضّالعين في أنشطة التّهريب من أيّ ملاذ آمن، فوضعنا مكافحة أنشطتهم الإجراميّة على رأس أولويّات خطّتنا للتنمية المستدامة، وبذلنا كلّ جهد ممكن للحدّ من التّهريب، سواء من خلال الدّمغة الرّقابيّة وأنظمة تتبع المنتجات التّبغيّة على مدار سلسلة التّوريد من التّصنيع حتّى البيع، أو من خلال تعزيز جهاز الرّيجي الخاص بمكافحة تهريب التّبغ والسّجائر المقلّدة، الّذي يعنى بمراقبة السّوق على امتداد الأراضي اللّبنانيّة وبمصادرة البضائع المهرّبة".

وكشف أنّ "الرّيجي استطاعت مع الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة والجمركيّة، مصادرة نحو 15 طنًّا من المواد التّبغيّة المهرّبة منذ 2022-1-1". وبيّن أنّه "لعلّ كلًّا منّا بمفرده عاجز، أمّا معًا فنستطيع الكثير الكثير. هذا ما نحن مؤمنون به، وهذا ما دفعنا حتّى في العام 2018 إلى دقّ ناقوس الخطر، فكنّا أوّل من بادر ووضع الحجر الأساس للمؤتمر الوطني الأوّل لمكافحة التّجارة غير المشروعة، الّذي جمع كلّ الجهات المعنيّة بموضوع مكافحة التهريب، فضمّ أكثر من 600 مشارك من أكثر من 20 دولة عربيّة وأجنبيّة".

كما شدّد على أنّ "لعلّ ناقوس الخطر يفرض علينا أن ندقّه مجدّدًا، في ظلّ ما نشهده اليوم من أزمات متفاقمة"، معربًا عن أمله في أن "تساهم زيارة الوفد لمقرّ الرّيجي، في تعزيز تعاونها مع الجمارك وبرنامج الحاويات، وفي وضع آليّة مشتركة للتّكاتف والتّصدّي كلّ من موقعه، سواء عبر مشاركة المعلومات وتبادل الخبرات وتكثيف التّدريب في مجال مكافحة التّهريب والتّزوير".

أمّا المنسّق الإقليمي للبرنامج في الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا وولفغانغ أيغنر، فأفاد بأنّ "الزّيارة ترمي إلى زيادة التّعاون مع "الريجي"، مذكّرًا بأنّ "البرنامح أُطلق عام 2004 كمبادرة مشتركة بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) ومنظّمة الجمارك العالميّة، لمساعدة الحكومات على وضع ضوابط فاعلة للحاويات في الموانئ البحريّة والموانئ الجافّة والحدود البرّيّة والسّكك الحديديّة والمطارات، والحفاظ عليها، من أجل منع الاتجار بالمخدرات والأسلحة والسّلع ذات الاستخدام المزدوج والمقلدة".

وأكّد أنّ "الهدف من هذه الزيارة هو أنّ أعضاء وحدتنا يمكن أن يدعموا لبنان بشكل أفضل لوقف تهريب منتجات التّبغ من لبنان وإليه"، مشيرةً إلى أنّ "أستراليا أصبحت وجهة سوق لمثل هذا الإتجار، بسبب ارتفاع أسعار التّبغ فيها". وركّز على أنّ "الزّيارة ليست سوى بداية لرحلة بين البرنامج وشركائه اللّبنانيّين والأستراليّين". وأعلن أنّ "تدريبًا متخصّصًا على مكافحة تهريب التّبغ سيقام في أيّار 2023، مع خبراء من اليوروبول".