تعبت اعيننا من التحديق الى السماء من الانتظار، متى تشق السماوات وتنزل وتتجسد لاجل خلاصنا يا ربّ؟.

تعال مع قطرات الندى، النجم ينتظر ليسير الى مغارتك. اعدت الملائكة من فوق ابواقها لتنشد نشيد الخلاص والفرح والسلام والمجد في الاعالي. أتى يسوع مخلص العالم. الميلاد قصة حب الله للبشرية.

تأنّس الله ليؤله الانسان

بالميلاد تأنّس الله ليؤلّه الانسان كما يقول يوحنا فمّ الذهب، بالميلاد أخذ يسوع ما لنا واعطانا ما له. أخذ موتنا واعطانا حياته. اخذ ناسوتنا واعطانا لاهوته. الناسوت ارتفع الى مستوى اللاهوت وتم ما يقول الكتاب عنّا. قلت أنكم آلهة. انه سر لقاء الله بالانسان.

ومن المغارة الفقيرة المتواضعة انبثق فجر جديد فجر العهد الجديد، عهد الله المحبة.

لقاء الانسان بالله

وتبدل تاريخ البشريّة بلقاء الانسان بالله تبدلا جذرياً، اذ كشف الله لنا من جهة الحق، انه محبة واشرق على الارض الفجر الجديد، فجر سلام واخوّة وعدل ومساواة، ومحبة وغفران، وفداء ومسامحة، وتجلى وجّه الله في وجه كل انسان، وسقط البرعم الذي كان يحجب مجد الله، وجهه الحقيقي وجه المحبّة وصار الميلاد سر الله معنا: عمانوئيل.

عمانوئيل

لم يعد الانسان متروكا في كآبة مساء الوجود بل صار الله له رفيقا على الارض، درب عمّاوس "درب" الحياة في جميع مراحلها، وصار سر حضور الله الدائم في حياتنا. كل شيء تغيّر بالميلاد. وانا اتغيّر واغيّر حياتي واعيش في رؤية دائمة للحضور الدائم بوجه الله في حياتي.

ملوك المجوس حملوا هداياهم ذهبا ومرّا ولبانًا، واتوا من المشرق ليسجدوا للملك المولود بالمجد، الرعاة في البراري خفقت قلوبهم للبشارة وللخبر، واتوا مسرعين مع الحملان ليروا المخلّص ملفوفا بالاقماط وهو في مزودٍ بسيط، يجلس قربه يوسف ومريم شوق كوني للخلاص والسماح، وقد تحقق حلم الانتظار بميلاد إله المحبة والسلام.