علمت صحيفة "الراي" الكويتية، أنّ "حزب الله، الذي أبلغ إلى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه سيمضي قدماً في دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتقديم أي تسهيلاتٍ من شأنها تعريض قاعدة التوافق على انتخابه، بَعَثَ إلى باسيل ما يكفي من إشاراتٍ لا لبْسَ فيها إلى أن الحزب الحريص على صون التحالف السياسي معه لن يدعم ترشّحه، في أي حال من الأحوال".

وأوضحت أوساطٌ واسعة الاطلاع لـ"الراي"، أن "حزب الله الشديد الانزعاج من تَعَمُّدِ باسيل تسريب ما يوحي بأنها مضامين الحوار مع قيادة الحزب، يرى أن اندفاعة باسيل وهجماته العشوائية مردُّها إلى رغبته غير المكتومة بتهيئة الظروف لترشُّحه إلى الرئاسة، مع ما يفترضه ذلك من إطالة أمد الشغور والعمل على إبعاد مَن هم الأوفر حظاً".

ورأت أن محاولةَ باسيل إحراج "حزب الله" لن تُجْدي. ففي محاولته الهروب إلى الأمام، بدا وكأنه يجازف بـ"خطوط الرجعة"، وتالياً فإن لقاءه السري برئيس مجلس النواب نبيه بري وتسريباته المتعمَّدة من باريس أفضتْ إلى تَفاهُمٍ بين بري والحزب على "لا" حاسمة لباسيل في ترشُّحه المفترَض للرئاسة".

وكشفت دوائر لصيقة بملف الإنتخابات الرئاسية، بحسب ما نقلت "الراي"، أنه غداة تسريباتِ باسيل وتصريحاته من العاصمة الفرنسية قرّر داعمو فرنجية السير بخطواتٍ عدة أهمها الانفتاحُ على إرساء معادلةِ فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام، أو شخصية أخرى مِن الاصطفاف نفسه، رئيساً للحكومة على النحو الذي من شأنه تحقيق تَوافُقٍ لبناني - خارجي على إنجاز الإستحقاق".

كما "السعي، من خلال دورٍ يضطلع به بري، إلى سبر أغوار الموقف الخليجي من الانتخابات الرئاسية، وهو الموقف الأقرب إلى "إعلان مبادئ"، وكأنه يُراد استدراج العواصم العربية ولا سيما الخليجية للانخراط في لعبة المساومات الداخلية وبازار الأسماء خدمةً لهذا المرشح أو ذاك".

ولفتت الصحيفة، إلى أن داعمي فرنجية قرروا أيضاًا السير "بنصائح ربما بلغت مسامع فرنجية بفتْح قنوات الاتصال بحزب "القوات اللبنانية" لضمان مشاركة تكتله النيابي في أي جلسةِ انتخابٍ يمكن أن يُكتب فيها الحظ لزعيم "تيار المردة"، أقلّه عبر التصويت بورقة بيضاء ما يُسْقِطُ ذريعةَ "المقاطعة المسيحية" لجلسة انتخاب فرنجية".

وأبلغت هذه الدوائر، "الراي"، أن "حزب الله الذي يدعم ترشُّح فرنجية من الخلف، مُنْفَتِحٌ على التوافق على أي اسم آخَر يمكن أن يحظى بمروحة واسعة من التأييد الداخلي والدعم الخارجي الدولي والعربي، فهو يرغب بتأمين مناخٍ يتيح انخراطاً دولياً - خليجياً في عمليةِ النهوض بلبنان، بعدما خلص إلى الاطمئنان لنفوذه الراسخ، وإلى الاقتناع أن ما من أحد يحمي سلاحَه إلا سلاحه".

في هذا الوقت، استوقف أوساطاً سياسية، "تكثيف باريس تَواصُلها القيادي مع السعودية متابعةً للملف اللبناني، وفي إطار محاولةِ تأمين ظروفٍ مؤاتية لإتمام الاستحقاق الرئاسي بما يضمن أن يشكّل قفزةً في واقع لبنان، يسرّع خروجه من الحفرة المالية السحيقة لا أن يكون تمديداً للأزمة ذات الجذور السياسية المتصلة بالتموْضع الاستراتيجي لبيروت وأدوار "حزب الله" في الاقليم"، وفق ما نقلت "الراي".