أشار نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ العلامة علي الخطيب، الى أن "ما يحصل اليوم في لبنان من خلافات سياسية تُعطى صبغة الدين والطائفة وتربط الاصلاحات السياسية للنظام بإلغاء الاحوال الشخصية، وما تقوم به بعض المجموعات التي تعلن عداءها للدين وقيمه وانتمائها للغرب وثقافته، وهو اخطر اشكال الحروب التي يخوضها في مواجهة العرب والمسلمين". ورأى ان "كل ذلك مخالف لكل هذه القيم ولما ورد في المادتين التاسعة والعاشرة من الدستور اللبناني، ولذلك فاننا ندعو اولا الى الجلوس على الطاولة والبدء بالحوار بين القوى السياسية في كيفية تطبيق بنود اتفاق الطائف ومن جملتها البنود الاصلاحية من تأليف اللجنة الوطنية لإلغاء ​الطائفية السياسية​ وتشريع قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس شيوخ، يتوج بالاتفاق على انتخاب ​رئيس للجمهورية​ وتأليف حكومة جامعة تملك برنامجاً اقتصادياً ونقدياً قادراً على اخراج لبنان من ازماته المستعصية وايجاد الحلول للازمة الاجتماعية، وهو امرٌ حله بيد اللبنانيين وليسوا بحاجة الى انتظار الخارج ، وبذلك يعبّرون حقيقة عن السيادة والاستقلال".

ولفت خلال خطبة الجمعة في مقر المجلس، الى أن "الاستمرار على النحو الذي نراه من تكرار جلسات المجلس النيابي العقيمة و الخطاب السياسي الذي اصبح ممجوجاً، فهو يعبّر عن عدم مسؤولية واستهتارٍ بالمصالح الوطنية وخيانةٍ للشعب اللبناني خصوصاً اذا كان يعبّر عن مراهنات بانتظار تحولات على الساحة الدولية والاقليمية، فقد اثبتت التجارب السابقة فشلها اولا وثانيا أن من يؤمن بالاستقلال والسيادة ينبغي ان يراهن على الوحدة الوطنية والتوافق الوطني الذي هو اقوى من اي رهان كما سبق وراهن الشعب اللبناني على ارادته والتفافه حول جيشه ومقاومته، فحرر الارض ودحر ​العدوان الاسرائيلي​ وردَعَه عن الاعتداء وحرر ثروته البحرية وما زال يقف له بالمرصاد، وكل ادعاء بالحرص على الاستقلال والسيادة لا يكون حريصاً على التمسك بأوراق القوة التي تحمي لبنان وتضمن سلامة ارضه وشعبه وثرواته، فهو ادعاءٌ لا يبلغ التراقي".

ورأى الخطيب، أن "اذا كان اتفاق الطائف جاء ليحسم بعض الامور التي كانت مثار جدل بين القوى السياسية لكن استمرار التعطيل والمناكفة وعدم تطبيق هذا الاتفاق وعدم الاستجابة لدعوات الحوار والتوافق يثير اكثر من سؤالٍ حول وجود اهداف مبيتة حمانا الله من الشرير آمين، كما نكرر الدعوة للمنظمات الدولية الى العمل الجاد لإعادة الاخوة السوريين الى بلدهم مع انتفاء الأسباب التي أدت الى نزوجهم".

وأكد أنه "لا يسعنا في هذا اليوم ونحن نشهد العمليات البطولية والمتصاعدة التي يقوم بها ابناء ​الشعب الفلسطيني​ خصوصا في انحاء الضفة والقدس الا ان نشدَّ على ايدي المجاهدين، وان نتقدم منهم بالتبريك بالشهداء الذين تعتز الامة بهم على امل تحقيق النصر القريب بتحرير القدس وكل فلسطين وعودة الشعب الفلسطيني الى ارضه ودياره".

في السياق، دان "اعتداءات العدو المتكررة على سوريا ونتقدم من قيادتها وجيشها وشعبها بالتعزية بالشهداء، كما ندين عمليات التخريب والارهاب التي تنفذ ضد الجمهورية الاسلامية الإيرانية وشعبها المضحي ونتقدم من قيادتها وعلى راسها المرشد الاعلى السيد الخامنه ئي حفظه الله ومن الشعب الايراني العزيز باحر التعازي، ونسأل الله تعالى للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل، حيث تدفع هذه الدول فاتورة وفائها لقضاياها العادلة والحقة وعلى رأسها الحفاظ على استقلالها والتزامها قضية الامة المركزية قضية تحرير القدس والدفاع عن فلسطين و شعبها الابي".