أشار وزير الطاقة والمياه وليد فياض، خلال حفل تسليم المجلس الوزاري العربي للمياه إلى نظيره الليبي طارق عبد السلام بو فليقة، إلى أنّه "لبنان تسلّم رئاسة هذا المجلس منذ سنةٍ جرت خلالها تطورات كثيرة ومهمّة، إن على الصعيد السياسي والجيوسياسي عامةً أو على صعيد قطاع المياه خاصةً، وكلا المستويين مترابطين الى حدٍّ كبير".

واعتبر أنّ "الحرب في أوكرانيا وإنعكاسها على أسعار النفط والطاقة قد أثّرت بشكلٍ كبير على قطاع المياه ورفعت من كلفة تأمينها بنسبٍ متفاوتة بين البلدان، وهذا ما فاقم أزمة الغذاء الى جانب تدهور إمدادات الحبوب والأسمدة القادمة من منطقة التصعيد".

وشدد فياض، على "اننا شاركنا منذ عدة أسابيع في أسبوع القاهرة للمياه بنسخته الخامسة، حيث لمسنا بشكلٍ واضح هذا الترابط بين الأزمات وبين القطاعات الحيوية والخدمات التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية".

وأوضح أنّه "خلال هذا العام أيضاً استضافت الشقيقة مصر قمّة المناخ بنسختها السابعة والعشرين COP27 حيث خصّص هذا الحدث العالمي يوماً كاملاً لمناقشة قطاع المياه، المتضرّر الأول والأكبر من تغيّر المناخ حيث تنحو مناطق شاسعة في العالم نحو التصحّر وندرة المياه وإستحالة الريّ ما يؤدي الى تضرّر الزراعة وهجرة الناس نحو المدن وتوسّع أحزمة الفقر ونشوء الأزمات الإجتماعية وعدم الإستقرار".

وذكر فياض، أنّه "لا يخفى على أحد أن عددًا كبيرًا من النزاعات السياسية أو المسلّحة بين البلدان سببتها ندرة المياه والخلاف على تقاسم الأنهار العابرة للحدود".

وأكّد أنّ "بلداننا العربية ليست بمنأى عن هذه الأزمات، بل هي في خضمّها بدءاً من العراق ونهري دجلة والفرات مروراً بسوريا مع نهر الفرات أيضاً ومنابع المياه في الجولان المحتلّ ولبنان مع نهر الوزّاني ومزارع شبعا المحتلّة وأطماع العدوّ الإسرائيلي التاريخيّة بنهر الليطاني، ومصر والسودان حيث أزمة سدّ النهضة مع أثيوبيا وصولاً الى فلسطين المحتلّة والغزو الإسرائيلي اليومي للمياه وحرمان الفلسطينيين منها".

واعتبر فياض، أنّ هذه الأمور "كلّها تشكّل بؤرًا لعدم الإستقرار وسببًا للحروب والنزاعات وحلّها الوحيد الركون الى القوانين الدوليّة والوحدة بين الأشقاء العرب والدعم المتبادل بعيداً عن أي تمايزات قد تنشأ بين الحين والآخر".

ولفت إلى أنّه "يتزامن إنعقاد الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع إطلاق فعاليات المؤتمر العربي الرابع للمياه تحت رعاية رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيّة تحت عنوان "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام"، وهذا العنوان يختصر فعلاً كل الأهداف والتحديات التي تواجهنا في العالم العربي".

ورأى فياض، أنّ "الأمن المائي العربي هو أساسي من أجل الحياة الكريمة لشعوبنا، والمياه هي الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة وفي صلب اقتصادياتنا، ولا سلام بين شعوب المنطقة دون حلّ لقضايا المياه العابرة للحدود ودون وضع حدٍّ نهائي لأطماع الإحتلال الإسرائيلي في مياهنا".

وأكّد أنّ "لبنان سلّم اليوم رئاسة الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي بعد تحقيق عدة خطوات بإتجاه تفعيل عمل هذا المجلس ليس أٌقلّها الإنتهاء من تحضير مشروع النظام الأساسي للمركز العربي لدراسات إقتصاديات المياه، وهنا لا بدّ من شكر السعودية على إعداد التصوّر الأوّلي لهذا المركز الذي نأمل أن يبصر النور خلال رئاستكم لهذه الدورة".