إنه سر المحبة يهب ويشعر القوم بدخول الله انسانا في تاريخ البشرية حتى الموت على الصليب حبا وفداء للانسان، ليقيمه معه ويأخذه الى ملكوته السماوي.

لم يعد الانسان وحيدا معزولا كئيبا من فردوس النعمة، وانت ماذا تفعل للميلاد وكيف تعيش الميلاد؟. السماء امتلأت ملائكة ونورا لتبشر بالحدث الالهي.

ملوك الأرض حملوا هداياهم واتوا من اقاصي العالم ليسجدوا له ويقدموا حبهم وما حملوه، الرعاة الفقراء الّذين كانوا ساهرين في البراري على قطعانهم، أشرق عليهم النور ودعاهم الملاك ليأتوا ويروا مخلّص العالم. وانت ماذا تفعل للاستعداد للميلاد؟ هل تملأ قلبك بالمحبة والغفران والمصالحة والمسامحة وتحمل بيدك العطاء لتتقاسم خبزك ومالك مع الفقراء، أم تكتفي بالأكل والشرب والرقص ومشاهدة الأنوار والافراح والمشاركة في المباهج، غارقا بأنانيتك ونرجسيتك وحقدك وكرهك وبخلك وكذبك واحتياجاتك، وتدعي انك تحب الله، وانت في الميلاد غير مدرك انك في قعر موت نعمة التجسد والخلاص؟!.

تعالَ الى الميلاد

تعالَ الى المحبة، ان الله محبة، تعال الى السلام، لأنّه ملك السلام، تعال الى الله، الى التألّه، لان دين الله صار انسانا ودعاك لتصير إلهًا مثله.

هيا ليسكن الله فيك لأن يسوع لنا بالميلاد، فهل انت معه أم مع حقدك وانانيتك وقساوة قلبك. ان تغيّرت وصرت انسانا مسيحيا جديدا تكون قد حوّلت ما في داخلك وجعلت الانثروبولوجيا الانسانية تتفاعل مع قلبك وعقلك وقَلَبتها الى انثروبولجيا صحيحة وصحيّة.

هل ترى في أخيك ما يثيرك غيرة وكرها وانانيّة ام صرت قربانا تُقدّم على مذبح الخلاص والفداء والسلام والفرح وتمجيد الله؟!.

الميلاد هو تجسد المخلّص في بيت لحم، وهو لقاء الله بالانسان، وسر الله معنا، عمانوئيل والمسيح المخلّص كان رجاء الشعوب،و رؤية الانبياء الملهمين، انه رجاء كوني يضجّ في ارجاء الكون والوجود الانساني، لذلك علينا ان ندخل في هذا الرجاء لنعطي انفسنا الفرح والسلام والخلاص، والكون والشعوب المصالحة والسلام. ونصلي اجعلنا يا يسوع بداية أداة خلاص وفرح وسلام ورسل محبة واخوّة لنكون في الميلاد.