رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب الشّيخ حسن عز الدين، أنّ "في ظلّ الضّغوطات الّتي تمارَس على لبنان، وتدخّلات الإدارة الأميركية في الشّؤون الدّاخليّة في شتّى الميادين وخاصّةً منها السّياسيّة والاقتصاديّة، وفي ظلّ التّحدّيات اليوميّة الّتي تهدّد حياة المواطن اللّبناني في أبسط مقوّمات حقوقه في الحياة الكريمة، وفي ظلّ السّياسات الاقتصاديّة والماليّة الخاطئة، والفساد وهدر المال العام الّذي أدّى إلى انسداد في الأفق السياسي، ممّا يتطلّب إيجاد المخارج والبحث عن نقطة الضّوء والأمل الّتي تتمثّل بإجراء الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للجمهوريّة، نجد بعض القوى السّياسيّة وبعض مكوّنات المجلس النيابي يصرّون على الانحياز لرهانات الخارج الخائبة؛ وممارسة الكيد السّياسي والتّحدّي والاستفزاز للآخرين".

ولفت، في كلمة له خلال اللّقاء التّنموي الّذي أقامته منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله"، في مدينة صور، إلى "أنّنا أكّدنا مع حلفائنا، ضرورة الولوج من خلال الحوار الجدّي والمسؤول، وإرادة الوفاق والتّفاهم الّذي يوصل إلى انتخاب رئيس توافقي، يستطيع إخراج الوطن من أزماته ولمّ شمل اللّبنانيّين، ويعرف كيف يوظّف قدرات المقاومة وقوّتها في حماية السّيادة والاستقلال والحصول على حقوقنا في ثرواتنا البحريّة، الّتي تشكّل نقطة ارتكاز ودفع كبيرين لبداية الخروج من أزماتنا، وإنقاذ ما تبقّى من مؤسّسات الدّولة وإعادة الانتظام العام إليها".

وركّز عز الدّين على أنّ "أمام هذا الواقع الصّعب، نتوجّه إلى أهلنا الشّرفاء الّذين قاوموا وقدّموا التّضحيات أينما كانوا وصمدوا في هذه الأرض، لنؤكد لهم أنّنا نعمل ونمارس دورنا الإنمائي والخدماتي تحت شعارنا الانتخابي "باقون نحمي ونبني"، وذلك ضمن قدراتنا وإمكانيّاتنا الّتي لن تكون بديلًا عن مؤسّسات الدّولة، بل عاملًا مساعدًا للتّخفيف من معاناة النّاس وآلامهم وأوجاعهم في شتّى الاحتياجات، وخاصّةً الضّروريّة منها الّتي تمسّ حياتهم اليوميّة على صعيد الصحّة والتّربية والاستشفاء ودعم المدارس الرّسميّة والجامعة اللبنانية وتأمين الدواء والكهرباء والمياه والطاّقة البديلة، وذلك من خلال لجنة التّنمية في "حزب الله" لمنطقة جبل عامل الأولى".

وأعلن "أنّني سأطرح في هذا اللّقاء محورَين أساسيَّين، الأوّل يتعلّق بالزّراعة، والثّاني يتعلّق بالبيئة والحرائق. فالزراعة تُعتبر إحدى ركائز الاقتصاد، وتكمن أهميّتها أنّها تساهم في دعم وتحفيز الدّورة الاقتصاديّة، وتدعم خيار التّوجّه إلى الاقتصاد المنتج، وتساهم في تأمين الاحتياجات للاكتفاء الذّاتي وتأمين فرص العمل واستصلاح اللأراضي. وفي هذا السياق نطرح الآتي:

أ- تصدير الموز: بذلت كتلة "الوفاء للمقاومة" جهودًا حثيثةً وتواصلت مع الجهات والوزارات السّورية المعنيّة، وذلك من خلال التّنسيق مع وزارة الزراعة اللبنانية الّتي أبدت كلّ تجاوب، حيث تمّ الاتّفاق على تصدير من 40 إلى 50 ألف طن من الموز إلى سوريا سنويًّا، ويستفيد بذلك أكثر من 400 مزارع لبناني موزّعين على امتداد السّاحل اللّبناني من الدامور إلى الناقورة. أمّا الحمضيّات، فسعينا وما زلنا نسعى في المساعدة على تأمين أسواق جديدة، وهناك مفاوضات على هذا الصعيد مع الأخوة العراقيّين وتنسيق ما بين الحكومة اللبنانية والعراقية، ونأمل أن تنجح وتؤدي الى فتح أسواق جديدة.

ب- شتلة التبغ الّتي ترمز إلى الصّمود والتّسمّك بالأرض، حيث تمّت متابعة ومواكبة محصول التّبغ ومساعدة المزارعين، كما بذلت جهود مع إدارة الشّركة ومواكبة عمليّة استلام المحصول وتحديد الأسعار هذه السّنة بالدولار.

ج- الثّروة الحيوانيّة: حيث تمكّن "جهاد البناء" خلال هذا العام من القيام بعمليّة تلقيح ما يقارب 17628 رأس ماشية (أبقار وأغنام وماعز)، للحفاظ على السّلامة العامّة من قِبل الأطبّاء البيطريّين، توزّعت على أكثر من 85 قرية وبلغ عدد المستفيدين نحو 356 مستفيدًا.

د- مشروع الاكتفاء الأسري: وهو مساعدة الأسر الفقيرة وصاحبة الدّخل المحدود على الاكتفاء الذّاتي من الخضروات على تنوّعها في مواسم الشّتاء والصّيف، فقد تمّ توزيع 350 ألف شتلة من شتول البندورة والخيار، و800 علبة من البذور المتنوّعة، وقد بلغ عدد المستفيدين منها ما يقارب 4941 عائلة.

ه- ملف التّشجير: تمّت زراعة 146000 شجرة ما بين حرشيّة ومثمرة، توزّعت على أغلب القرى في منطقة جنوب الليطاني، والمستفيدون هم أفراد وبلديّات وتعاونيّات زراعيّة، إضافةً إلى التّعاون مع جمعية "شيلد"، حيث تمّ زرع 63000 شجرة في 7 محميّات.

كما أفاد عز الدّين بأنّ "في ما يتعلّق بالمحور الثاني ألا وهو محور البيئة والحرائق، فلا شكّ أنّ الملف البيئي ملفّ كبير وصعب، حيث يُعتبر من صلب مهام الدّولة ويحتاج إلى إمكانيّات كبيرة، ويدخل في النّفايات على أنواعها"، مبيّنًا "أنّنا في "حزب الله" قمنا بمبادرات تمّ تنسيقها مع البلديّات واتّحاد البلديّات، ممّا أسفر عن معالجة أزمة النّفايات بإيجاد مكبّات في 43 قرية".

وشدّد على أنّه "يُلاحظ وبشكل واضح، انخفاض نسبة الحرائق خلال العام 2022 مقارنةً بالعام الماضي، حيث بلغ 254 حريقًا هذه السنة بينما كان 657 في العام الماضي، وأهمّ الأسباب الّتي ساهمت في ذلك، هي اعتماد خطّة متكاملة لمنظومة الإطفاء في المنطقة، بتضافر كلّ الجهود والتّنسيق والتّعاون المشترك بين كلّ الجهات ذات الصّلة، الّتي ارتكزت على: تأهيل مكبات النّفايات العشوائيّة، إنشاء مأخذ مياه حيث تمّ تركيب 18 مأخذ جديد لهذا العام ليصبح العدد الإجمالي 101 مأخذ، أعمال التّشحيل والتّعشيب والتّنظيف، شقّ 12 طريقًا مؤدّية اإى الاحراج أو في داخلها والى المكبّات، وقد ساهم "حزب الله" بمبلغ 320 مليون ليرة لبنانيّة، توفير التّجهيزات والآليّات والمراكز لزوم منظومة الإطفاء وتعزيز فرق التّطوّع".