اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، أنّ لبنان "ما زال يحتضن حراكا ثقافيا لا يهدأ، على الرغم من الأحوال الأليمة التي يمر بها، عسى غيومها تنجلي قريبا، بإنتخاب رئيسٍ للجمهورية، وبتطبيق كامل لإتفاق الطائف".

وخلال ترؤسه الوفد اللبناني الرسمي المشارك في "مؤتمر وزراء الثقافة المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي" الذي تنظمه المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم الالكسو في الرياض، لفت إلى أنّ "لبنان كان صاحب الدور الأبهى والأفعل بين اشقائه، اذ كان مدرستهم وجامعتهم ومشفاهم ودار نشرهم ومؤئل فكرهم ومطبعتهم وقبلتهم الثقافية وملاذ ابنائهم اذا ادلهمت أوضاعهم السياسية ومصرفهم ومتنفسهم وارض نزهتهم في كل الفصول. ذلك أيها الأحبة كان في زمن جميل مضى، أما اليوم فشقيقكم الأصغر، متروك ليعاني وحيدا أدهى المرارات، على الرغم من أنه حمل عن الأمة جمعاء الأحمال الجسام".

واعتبر المرتضى أنّ "حمل هم القضية الفلسطينية، ثم واجه تلك القوة الشيطانية العتية التي زرعتها يد الشر في منطقتنا، التي استهدفت لبنان بعدوانها طمعا في ارضه وثرواته ولكونه النقيض لها بتنوعه وانفتاحه، لكننا تعملقنا وخرجنا الى رحاب فجرِ أن قوة لبنان في إقتداره ووحدة ابنائه ومقاومتهم فأجهضنا مساع اسرائيل ودحرناها مرة بعد مرة ثم منعناها مؤخرا من نهب جزء من ثروتنا النفطية. كما دحرنا وحش الإرهاب التكفيري ونجحنا في كل امتحانات العزة".

وشدد على "أننا سوف نستمر صامدين ثابتين، وكلنا رجاء ألا نبقى متروكين، ونعول على أن الذي بيننا وبين اشقائنا العرب لمختلف جِدا متطلعين من ثمَ إلى دعمهم لبنان ليبقى وفيا لدوره منارة للإشعاع الثقافي ولمعنى وجوده المتمثل في التنوع ضمن الوحدة والعيش الواحد مسلمين ومسيحيين، كما نتطلع أيضاً الى أن يكون مبدأ التضامن والتعاون هو السائد بين جميع الأقطار العربية، وهذا يحتم مما يحتم أن تكون الشقيقة سوريا حاضرة بيننا في مؤتمرنا المقبل بإذن الله".

ولفت المرتضى، إلى أن "الثقافة في أمتنا تبقى منقوصة ومنتقصة من دون سوريا، سوريا الموروث والتاريخ والموقع والدور، التي تمثّل الممر الإلزامي لتحقيق التعاون العربي وعنصرا إيجابيا فيه لا سيما ثقافيا".