أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، بشأن دور السعودية في لبنان، إلى أنّ "السعودية تلعب دورًا كبيرًا على المستوى الإستراتيجي، البعض لا يرى الدور الذي تلعبه السعودية، إلا إذا كان على مستوى تكتيكي صغير وضيق يطال بعض أحياء بيروت، وطرابلس أو جبل لبنان البقاع أو الجنوب".

ولفت، في حديث مع صحيفة "عكاظ" السعودية، إلى أنّ "السعودية حاليًا لا تريد أن تتدخل في الزواريب اللبنانية الصغيرة، ولكن ما تفعله هو على المستوى الإستراتيجي، مثال على ذلك منذ اللحظة الأولى للانتخابات الرئاسية أبلغت السعودية كل الدول المعنية بقرارها، وهو في حال أتى رئيس إلى لبنان لا يوحي بالثقة هي لن تساهم بأي شيء له علاقة بالمساعدات في لبنان. ما دفع بعض الدول الأوروبية إلى تغيير موقفها وتتبنى موقف السعودية".

ورأى جعجع، بشأن امكانية الخروج من المأزق الرئاسي الذي يعيشه لبنان للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، أنّ "بكل بساطة يجب أن تتوفر عند الكتل النيابية النيّة لانتخاب رئيس للجمهورية. لماذا لغاية اليوم الانتخابات الرئاسية معطلة؟ الجواب هو: أن هناك جانبًا يعطلها وهم "​حزب الله​" وجماعة الممانعة، هم يقومون بالتعطيل لأن لديهم مرشح لكنهم قادرون على إيصاله إلى سدة الرئاسة انطلاقاً من موازين القوى داخل المجلس النيابي. وبالتالي يبقى السؤال: كيف يمكن الوصول إلى انتخابات لرئاسة الجمهورية من خلال وقف تعطيل هذه الكتل؟".

وذكر أنّ "رئيس مجلس النواب نبيه بري لديه دور كبير جدًا يمكنه لعبه، فهو يرى ماذا يحصل، لكنه مع الأسف لا يقوم بدوره كرئيس لمجلس النواب. الأسبوع الماضي كانت الجلسة التاسعة التي يتم تعطيلها بهذه الطريقة. وعلى بري المؤتمن على حسن سير هذه المؤسسة الدستورية أن يقول للكتل التي تمارس التعطيل إنه لا يجوز ذلك، وأن يدرس الأمر مع رؤساء اللجان النيابية لمعرفة ما هي التدابير التي يجب أن تتخذ مع هذه الكتل لوقف ممارسة تعطيل الاستحقاق الرئاسي كي نصل إلى نتيجة".

وأوضح، ردًا على سؤال بشأن دعوة بري للحوار، أنّه "أجريت في لبنان منذ العام 2006 لغاية يومنا هذا ما لا يقل عن 7 أو 8 طاولات حوار، وأول طاولة حوار 2006 استمرت أولى جلساتها لأسبوع كامل، كنا ننام قرب المجلس النيابي، ويومياً هناك جلسات إلى أن وصلنا لعملية 12 تموز 2006 التي أطاحت بطاولة الحوار".

واعتبر جعجع، أنّه "منذ أيام الفراغ الرئاسي بين عامي 2014 و2016، أريد تذكير الجميع أنه عقدت طاولة حوار في المجلس النيابي في ظل الفراغ وانتهت إلى لا شيء. وبالتالي تجاربنا مع طاولات الحوار في لبنان باتت معروفة، لم تتخذ قرارات ولم نستفد منها بشيء بدءاً بسحب السلاح الفلسطيني من داخل المخيمات وخارجها وليس انتهاء بإعلان بعبدا، وبالتالي جلسات الحوار في لبنان عقيمة".

وشدد على أنّ "الأخطر في الوقت الحاضر هو وجود العديد من المواضيع المطروحة ولكن حولها الكثير من الاختلافات، ولكن نحن لسنا بصدد حل المواضيع المطروحة بل بصدد انتخاب رئيس للجمهورية، العقدة في الوقت الحالي هي في عملية الانتخاب. ذهابنا إلى طاولة الحوار يعني أننا نحرف كل الأنظار عن انتخابات رئاسة الجمهورية إلى طاولة حوار نظرية عقيمة أثبتت الأيام والسنوات أنها لا يمكن أن تصل إلى نتيجة، وبالتالي نحن نعمّق أكثر فأكثر تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية".

وذكر، ردًا على سؤال بشأن مشاركة "القوات اللبنانية" في جلسة التصويت يوم الخميس في مجلس النواب، وعدم المشاركة بعد ذلك بالحوار، أنّه "وفقاً لوقائع يوم (الخميس)، إذا افتتح رئيس مجلس النواب الجلسة لإجراء دورة أولى بالتصويت وجاءت النتيجة غير حاسمة، ثم أعلن أنه سيترك الجلسة مفتوحة ليقوم بمشاورات خارجها مع رؤساء الكتل لحل الإشكال ثم ليعود ليستأنفها حتى انتخاب رئيس، نحن حينها مع إجراء هكذا مشاورات".

وشدد جعجع، على "أننا نفهم فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية أن الحوار هو عبارة عن محادثات جانبية عن كلام وراء الكواليس لمحاولة إقناعهم على اسم ما ولكن ليس بطاولة حوار رسمية، وبالتالي أعتبر أن هذه محاولة مكشوفة لتغذية تعطيل الانتخابات الرئاسية".

ولفت، حول موازين القوى في مجلس النواب، وعن جهوزية "القوات اللبنانية" وفقاً لهذه الموازين للوصول إلى تسوية بشأن رئيس جمهورية توافقي، إلى أنّ "الوضع في البلد في أسوأ حالاته، وبالتالي نحن بحاجة لرئيس يكون بالفعل رئيساً للجمهورية ليستطيع البدء مع الآخرين في عملية إنقاذ لبنان. هذا هو المهم، وفي حال استطعنا الوصول إلى هذا الرئيس بالانتخابات ويكون بالمواصفات المطلوبة من خلال التشاور مع كتل أخرى، فإنه لا مانع لدى القوات اللبنانية من أجل الوصول إلى حل لانتخاب رئيس للجمهورية".

وعن المفاضلة بين رئيس تيار "المردة" ​سليمان فرنجية​ وقائد الجيش ​جوزاف عون​، أعلن جعجع "أنني لا أعتقد أن الموضوع مطروح بهذا الشكل، سليمان فرنجية علاقتنا جيدة معه ونتعاون حيثما نستطيع، ولكن على المستوى الإستراتيجي هو في المقلب الآخر وفي محور الممانعة، ومشكلتنا في لبنان هي بمحور الممانعة، وبالتالي لا نستطيع السير بسليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. أما بالنسبة للعماد جوزاف عون نحن نفضل أن تبقى اللعبة السياسية سياسية، ولكن في نهاية المطاف إذا اتفق النواب الـ87 على العماد جوزيف عون وهو الوحيد الذي يحتاج لهذا الرقم لزوم تعديل الدستور. هم يريدونه رئيساً للجمهورية، فإن اللبنانية لن تقف عائقاً على الإطلاق، ولا فيتو لدينا على جوزاف عون".

وحول الخضات الأمنية والشعارات الطائفية التي أطلقت من ساحة ساسيين، وعن الكلام حول نقل أسلحة لحزب الله عبر مطار بيروت الدولي، أكّد أنّه "بكل صراحة لست خائفاً على الأمن بوجود الجيش الحالي وقوى الأمن الداخلي. أولاً فيما يتعلق بحادثة الأشرفية فهي مؤسفة، ولن أعتبر أن هذه الفورة غير المخطط لها انطلاقاً من حزب معين ليس بقرار سياسي من أي جانب سياسي، هذه تعتبر كحادثة سير ويجب أن لا تتكرر، ولا أحملها أكثر من ذلك".

وشدد جعجع، على أنّه "فيما الحديث عن المطار قلت رأيي منذ اللحظة الأولى، وأن حكومة تصريف الأعمال عليها أن تضع كل جهدها للتحقق من هذا الأمر حتى لو اضطر الأمر للاجتماع لأن هذا الأمر طارئ وخطير، ويجب اتخاذ التدابير اللازمة".

وذكر، حلال الكلام بشأن تموضع جديد لحزب الله بالنسبة لاتفاق الطائف والإستراتيجية الدفاعية، وكيف يتعامل جعجع مع هذه الأنباء، "أنني أتمنى من كل قلبي أن يحدث ذلك؛ لأن من شأنه أن يحل المشكلة في لبنان. إذا قام حزب الله بمراجعة وإعادة قراءة للواقع في لبنان والوقائع في المنطقة في الوقت الحاضر وانطلاقاً منها يقوم بتغيير سياسته وترك مفاضلة القرار الإستراتيجي والدولي سيساعدنا في لبنان على حل كل الإشكالات".

واعتبر، بشأن المطلوب من الرئيس الجديد، أنّه "على المستوى الداخلي، عليه أن يتصرف 180 درجة بعكس ما شاهدناه في السنوات الست الأخيرة، خصوصاً لجهة إعادة القرار الإستراتيجي إلى الدولة. رئيس الدولة هو أول شخص مسؤول ولو معنوياً عن إعادة القرار للدولة، وعلى الرئيس الجديد أن يحارب الفساد بكل شراسة وليس بالتصاريح لا أن يترك جماعته ومن حوله يعيثون في الأرض خرابا وفسادا مع كل مطلع شمس".

ورأى جعجع، أنّه "خارجياً، أن يكون موضع ثقة للدول العربية وتحديداً الخليجية، فالحكومات المتعاقبة تبذل جهداً كبيراً للوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي إذا جاء رئيس جمهورية يوحي لدول الخليج بالثقة من ناحية قيام الدولة في لبنان ومحاربة الفساد، المؤكد أن دول الخليج وخلال أشهر قليلة ستساعد لبنان على تجاوز أزماته".