لعبة كرة لعبة القدم وطقوسها الصارمة كأنها طقوس ليتورجية محترمة، ولا يمكن المساس بها فكما في الاحتفالات الطقسية للألوان دورها، كذلك لباس اللاعبين المحتفلين بطقس اللعبة لباسهم الملون الذي يعرّف عن هويتهم، مثلا اللون الاصفر للاعبي البرازيل اللون الازرق للاعبي فرنسا.

ويبدأ الاحتفال الطقسي للعبة، حيث هناك حكامٌ للمباريات بلابسهم المميز وصفاراتهم الحاسمة، وهناك صفوف منظمة للاعبين منهم في الدفاع ومنهم في الهجوم واخرون في الوسط وجميعهم يوزعون الكرة بعضهم على بعض. اما اللاعب المميز فهو حارس المرمى الذي يمكنه ان يمنع خسارة الفريق او يسير به الى النصر، اما لعبة الموت فهي في لمس الكرة وعدم تجاوز الخطوط المحرّم تجاوزها.

وهناك محرّمات وممنوعات مماثلة في حال تجاوزها وتخطيها، والبطاقة الصفراء تأتي تحذيرا شديدا، اما البطاقة الحمراء فتأتي كضربة قاتلة لخطأ كبير او تجاوز محرمات في طقوس اللعبة، وهذا نوع من الجزاء والعقاب كالطرد من فردوس الملعب الى خارج جنة الملعب والمباريات.

وللكورس في المسرحية الاغريقية دورها، وهنا في طقوسية كرة القدم يقوم الشعب بدور الكورس فهو يهتف ويصرخ ويضرب الطبل او... في السيوف او يتمايل راقصاً ويصفق ويحمّس لاعبي فريقه، ويردد هتافا واحدا تعيده الجماعة طوال مدة الاحتفال باللعب. وهناك خطوط تشكل فواصل بين المسموح والممنوع ومن تجاوزها اخطأ.

جميع حياة الانسان من الولادة الى الموت تخضع لطقوسية صارمة في جميع المراحل والاوقات والمناسبات فلها جمالها الخاص بها في الافراح والاحزان، ولها حركاتها المميزة والمدروسة ولا يمكن تجاوزها، وتابوهات لا يمكن العبث بها ولا يعرض الانسان للانتقاد والبطش الاجتماعي والاستهزاء والاحتقار والعقاب والقصاص والطرد.

فالسلام له طقوسه والحياة لها طقوسها من الولادة حتى الممات ولها كيانها وجماهيرها ولاعبيها والويل لمن لا يقبلها.