تزينت الكنائس والأديرة والمدارس في ​النبطية​ بأشجار الميلاد المضاءة ليلاً، لكن لسان حال المواطنين يردد مع الشاعر "عيد بأي حال عدت يا عيد"، فأسعار حاجيات العيد والزينة في ارتفاع مستمر بسبب الغلاء الفاحش و​الوضع الاقتصادي​ الصعب، أمام انهيار العملة الوطنية وارتفاع ​سعر الدولار​، الذي تأكلت معه الرواتب والأجور وحتى كل مصادر الدخل.

وأفادت مصادر أمنية، عبر "النشرة"، بأن ​القوى الأمنية​ والعسكرية أعدت تدابير وإجراءات أمنية حول الأديرة والكنائس التي ستقام فيها قداديس الميلاد، من النبطية إلى مرجعيون وبنت جبيل، على أن تبلغ ذروتها بالتموضع لوحدات من الأجهزة الأمنية ليل 24-25 الشهر الحالي وصبيحة العيد، على أن يلتزم النازحون السوريون منازلهم وعدم التجول صبحية العيد وليلته، مؤكدة أن تلك الإجراءات ستستمر حتى عيد رأس السنة، على أن ترتفع وتيرتها ليلة رأس السنة.

في هذا السياق، يلفت مختار حي المسيحيين في النبطية راشد متى، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "نحتفل بالعيد والوضع الاقتصادي صعب للغاية، لكننا نقطتع من مصاريفنا اليومية لشراء حاجيات العيد، فبالرغم من أن الوضع العام يدخل الغصب على القلوب، الميلاد يدخل البهجة والفرحة والسرور على النفوس خاصة الأطفال"، ويشير إلى أننا "نعيش المرحلة الأسوأ من تاريخنا نتيجة المصاعب التي يعانيها الوطن، والتي يأتي في مقدمتها مرارة الشغور الرئاسي على مستوى رئاسة الجمهورية، ما تسبب بعدم انتظام المؤسسات الدستورية في ظل حكومة تصريف الاعمال وانهيار اقتصادي لم نشهد مثيلاً له من قبل".

من جانبه، يلفت عضو بلدية النبطية وعضو لجنة الوقف المسيحي في المدينة نمر عساف، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن خوري رعية كنيسة سيدة الانتقال في النبطية الأب سليمان كشاشة سيترأس قداس العيد في الكنيسة، مشيراً إلى أن "الوضع صعب لكن يحدونا الأمل لكي تعود البسمة لتملأ القلوب، ونبقى نتلمس الرجاء وأن يخلصنا المسيح من كل الشرور".

في ​بلدة الكفور​، جارة النبطية، استكملت التحضيرات لاحياء ​عيد الميلاد​، فارتفعت أقواس الزينة أمام الكنيسة وبقربها وفي داخلها، حيث سيحيي خوري الرعية الأب يوسف سمعان عيد الميلاد بقداس في ليلة العيد وآخر في اليوم الذي يليه.

وفي هذا الإطار، يشير مختار الكفور الياس فاضل، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "نقدس ونحيي الميلاد بقلوب صافية حتى يتنفس الوطن الصعداء، ونحن نمر بظروف صعبة للغاية لكن التاريخ يؤكد أننا سنعبر من العتمة إلى النور"، بينما يلفت نائب رئيس بلدية الكفور يوسف ناصيف إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب والغصة تفرض نفسها على العيد وعلى كل مناحي الحياة، ما دفع بالعائلات لتقليص حجم مشتريات العيد، ويضيف: "نطلب من طفل المغارة أن يساعدنا في قيامة وطننا وأن ينقذه من كل الأزمات".