قبل يومين على انتهاء عام 2022، ومع غياب أيّة معالجات أو حلول للأزمات المتراكمة، وسيطرة الفراغ الرّئاسي، نبّه مصدر أمني رفيع عبر صحيفة "الجمهوريّة"، من "أنّه لم يعد من المستبعد أن تأخذ الازمة منحى أمنيًا"، متوقعا أن "تأخذ الامور منحى جديداً سيفرضه الفلتان الاجتماعي الذي سيشتد، وقد بدأ مستوى منسوبه يرتفع، على رغم من كل المحاولات لضبطه والحد منه، حتى انّ إبر البنج التي تضرب في الجسم المشلول ربما وفي توقيت ما، يمكن ان تتحول ماء باردة لا مفعول لها على الاطلاق… وباكورتها وعود الكهرباء التي كان يتوقع ان تلامس الـ8 ساعات قبل نهاية السنة".

وعلمت "الجمهورية" أن "الامور عادت الى نقطة الصفر، بعد رفض حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس صرف الاعتماد المقدّر بـ62 مليون دولار لبواخر النفط، بسبب تَعنّت رئيس مجلس ادارة كهرباء لبنان ومن خلفه وزير الطاقة، بعدم التعهد بتحصيل الجباية المطلوبة وتوقيع التعهد مقابل فتح الاعتمادات". وأكّدت مصادر متابعة للملف أنّ "سلامة أوقف المعاملة، ما يعني انّ حتى الاربع ساعات ستُفتقد نتيجة الكباش والكيدية".

وعلى خط آخر، لفتت المصادر لـ"الجمهورية" أن "سياسات مصرف لبنان ستستمر في التدخل عند الحاجة على هذا الشكل، للجم ارتفاع سعر الصرف قدر المستطاع، في محاولة لإعطاء فرصة جديدة للحكومة لتنفيذ الاصلاحات والقيام بالمعالجات المطلوبة، تمهيداً للذهاب الى توحيد سعر الصرف الذي سيقفز فوق مطبّ جديد وكبير جدا مطلع شباط، عند رفع سعر الـ1500 ليرة الى 15000؛ ومن ثم ترك السعر عائماً ليقترب من سعر صيرفة".

عشوائية وارتجال

أبلغت اوساط مطلعة الى "الجمهورية"، أنّ "ما يجري في البلد حالياً، هو تخبّط غير مسبوق يعكس تفكك الدولة والعجز الداخلي ليس فقط عن انتخاب رئيس الجمهورية، وإنما عن معالجة الملفات الاقتصادية والخدماتية التي تتعلق بمصالح الناس واحتياجاتهم".

وركّزت على أن "طريقة التعامل مع ارتفاع الدولار تعكس هذه الحقيقة المريرة والصعبة، حيث لا توجد خطة واضحة ولا رؤية متكاملة لتأمين الحلول اللازمة، بل عشوائية وارتجال فاقعان"، ورأت أنّ "البيانات الأخيرة التي صدرت عن حاكم مصرف لبنان، هي مجرد ترقيع بكلفة عالية جدا يدفعها مصرف لبنان المركزي، لتعويض الفارق بين سعر صيرفة وسعر السوق السوداء".

واعتبرت الأوساط نفسها أنّ "ما تبقّى من الدولة يتخذ إجراءاته في مواجهة الازمات المتفاقمة تحت ضغط الهلع والذعر"، كاشفة عن أنّ "احد المسؤولين طلب مشورة احدى الجهات الاقتصادية، لاقتراح تدابير من أجل لجم صعود الدولار".

رسالة من ماكرون

ذكرت "الجمهورية" أنّ "وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورنو يَصل الى بيروت في الساعات المقبلة، لتفقّد قوة بلاده العاملة في قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، ويمضي معها ليلة رأس السنة، قبل أن يتفقد بعض المواقع والمشاريع الفرنسية في لبنان"، مفيدةً بأنّ "على هامش الزيارة، من المقرر ان يلتقي الضيف الفرنسي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، نظيره العميد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون. وخصّصت له مواعيد خاصة في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، فهو يعرف لبنان جيداً وله صداقات عدة، وسبق له ان زار بيروت اكثر من مرة".

وأشارت إلى أنّه "أُفيد انّ لوكورنو يحمل رسالة شفوية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تتضمن تحياته الى القيادات اللبنانية، وتشدّد على الثوابت في المواقف الفرنسية، ومنها الدعوة الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة بالمواصفات المطلوبة، لاستكمال ما بوشِر تنفيذه من إصلاحات مالية وإدارية وجمركية وبما يتصل بقطاع الطاقة".

هذا ما حققه اللّقاء بين فرنجية وباسيل

كشف مطّلعون على اللّقاء الّذي عقده رئيس "التّيّار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل، مع رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، برعاية رجل الأعمال علاء خواجة، لصحيفة "الجمهوريّة"، أنّ "اجتماع فرنجية- باسيل نجح على الاقل في تثبيت مبدأ فصل الخلاف السياسي عن العلاقة الشخصية، وهو امر لا يخلو من الأهمية والرمزية، لأنّه في لبنان غالباً ما يكون للاعتبارات الشخصية حيزها وتأثيرها في صنع القرار، وبالتالي فإنّ تحسن العلاقة الثنائية بين المتعاطين في الشأن العام قد يترك لاحقاً انعكاسات على المسائل السياسية".

وركّزوا على أنّ "بمعزل عن نسبة "الدّوز الرّئاسي" في اللقاء، فإنّ مجرد انعقاده أعطى رسالة بأنّ فرنجية "غير معقّد" من الجلوس مع أحد، وانّه كمرشح رئاسي مستعد للانفتاح على الجميع بلا قيود او شروط، وكذلك أظهر بأنّ باسيل قادر على الجمع في سلوكه بين ثبات الموقف ومرونة التواصل".

وشدّد العارفون على أنّ "لقاء فرنجية- باسيل، اياً يكن راعيه، يريح "حزب الله" ويخفف عنه جزءاً من أعباء محاولة ردم الهوة بينهما، وذلك خلافاً للاستنتاجات التي ذهبت في اتجاه تفسيرات مغايرة"، مؤكّدين أنّ "فرنجية سيستقبل العام الجديد بمزيد من الثبات في ترشيحه، والإصرار على رفض الطرح الداعي إلى التفاهم حول مرشح ثالث، وذلك لاقتناعه بأنّ فرصه مرتفعة خلافاً لرأي خصومه وجزء من المراقبين". وبيّن داعمو فرنجيّة أنّه "منبثق من البيئة المسيحية ومقبول وطنيا".