أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الى ان "الحركة الشعبية المقاوِمَة حققت اولى انتصاراتها أولاً تحت العنوان الاسلامي وأظهرت حركتها تحت هذا العنوان بشكل بارز وجلي بقيادة الامام السيد موسى الصدر في لبنان، تبعها ثورة الشعب الايراني بقيادة الامام روح الله الخميني التي جعلت في رأس اهدافها تحرير القدس، وكانت اولى خطواتها طرد سفير الكيان الاسرائيلي من طهران واستبداله بسفير فلسطين وجعل سفارة كيان العدو مقراً له يرفرف عليها علم فلسطين رغم مخاطر هذه الخطوة التي كانت تدركها القيادة الاسلامية للثورة الايرانية جيداً".

وفي خطبة الجمعة، لفت الخطيب الى ان "سقوط النظام الشاهنشاهي شكّل ضربة قوية لأهم قواعد السيطرة الغربية على المنطقة الذي شكّل الى جانب النظام العلماني التركي والكيان الاسرائيلي احدى أهم أضلاع المثلث الذي ترتكز عليه ال​سياسة​ الغربية في إحكام سيطرتها على المنطقة، وقد تجلّت أهمية هذا الانتصار في تأجيج روح المقاومة في المنطقة والذي سرعان ما تمظهر في لبنان بانتصارات متسارعة لحركة المقاومة أدّت بالنتيجة الى تحقيق أولى انتصاراتها غير المسبوقة بتحرير جنوب لبنان والبقاع الغربي وانتصار المقاومة في غزة في فلسطين ثم بانتصار المقاومة على العدوان الاسرائيلي في الحرب التي شنها العدو في حربه الانتقامية عام 2006 في محاولة لإعادة الاعتبار منعاً لتداعيات هذا الانتصار وتأثيراته الاستراتيجية التي تعني نهاية اسطورة التفوق الاسرائيلي وانهيار الجدار النفسي الذي بنى عليه تفوقه العسكري وهزيمة العالم العربي الدائمة".

وراى الخطيب ان "سقوط هذا العامل النفسي شكّل مرحلة استراتيجية تالية لا تقلّ أهمية عن المرحلة الاولى من عملية التحرير ووضع الكيان الاسرائيلي في مرحلة الخطر الوجودي وهو ما عبّر عنه قادة الاحتلال (عسكريين وسياسيين) أن هذه الحرب هي آخر الحروب التي يقوم بها الكيان اعترافاً بقدرة المقاومة الاسلامية على تحقيق الانتصار النهائي وتحرير القدس وفلسطين".

ولفت الى ان "سوريا كانت في كل هذه المراحل قطب الرحى وعقدة الوصل التي لولا دعم قيادتها لهذا المشروع وشجاعتها في الدخول فيه لم يستطع ربما أن يرى النور، ولقد كانت نقطة الضعف الاساسية للعالم العربي والاسلامي التي طالما استغلها العدو هي مسألة تقديم المشاريع الوطنية ومصالح الانظمة على المصالح الاستراتيجية والتي استفاد منها المخططون الاستراتيجيون الغربيون وادخلوا العالم العربي والاسلامي في صراعات دامية استخدمت فيها كل انواع الاسلحة ومنها الاكثر فتكاً الحرب المذهبية والايديولوجية التكفيرية، كان الهدف منها إنهاء المقاومة وخصوصاً في فلسطين ولبنان وضرب القوى التي تدعمها وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق وسوريا".

وتابع :"كل هذه المحاولات فشلت بفعل فتوى المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الاشرف والقادة الذين قدّموا التضحيات الكبيرة التي قادت المواجهة وأفشلت هذا المخطط التي تستحق تحية الاكبار ودفع بعضهم حياته انتقاماً لإفشالهم مخطط العدو كالشهيدين اللواء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس حيث تصادف هذه الايام ذكرى استشهادهم.".

واضاف :"نرى اليوم فشل المؤامرة وعودة دول الاقليم الى الانفتاح ونأمل اخذ العبرة مما جرى واعادة نظر دول الاقليم المؤثرة الى حل يقوم على رسم استراتيجية عربية اسلامية عامة والخروج من الافق الضيق الذي ضيّع المصالح الاستراتيجية لها ولم يحقق المصالح الوطنية ولا مصالح الانظمة".

وشدد على ان "مسؤولية هذه الدول التاريخية تستدعي التعجيل بوضع هذه الاستراتيجية خصوصاً انكم ترون التهديد الذي يتعرض له المسجد الاقصى من قبل حكومة العدو لا اقول المتطرفة فكلهم متطرفون ولهم هدف واحد وهو وضع اليد على كل ما تستطيع ايديهم أن تصل اليه وكلّهم ارتكب الجرائم والمجازر ومارس الارهاب بحق الفلسطينيين والعرب ، فيما لم يترك الاستيطان قطعة من فلسطين ولا من الجولان، كما ادعو العرب الى تدارك الوضع الاردني وتقديم المساعدة له لاننا نخاف ان يكون ما يحصل فيه مقدمة لتحقيق مشروع الوطن البديل".