أكّد وزير الصحّة السّابق والاختصاصي في جراحة الجهاز الهضمي في الجامعة الأميركية في بيروت محمد جواد خليفة، أنّ "المستشفيات في لبنان رغم الأزمة، لا تزال تملك أفضل المعدّات في المنطقة والفرق الطبّيّة الكفء، لكنّ المشكلة الكبرى ليست في المستشفيات، بل في عدم قدرة المرضى على دفع التّكاليف العلاجيّة".

ولفت، في حديث إلى صحيفة "الشّرق الأوسط"، تعليقًا على وفاة نجل الفنّان جورج وسوف، نتيجة مضاعفات صحّيّة تلت خضوعه لعمليّة تكميم للمعدة في بيروت، إلى أنّ "عمليّة تكميم المعدة الّتي خضع لها وديع وسوف، لها مضاعفاتها ومخاطرها"، موضحًا أنّ "هذه المضاعفات على تنوّعها، من بينها النّزيف، ثقب المعدة، انسداد المصران وتجلّطات الشّرايين، نراها في لبنان، كما في الولايات المتّحدة الأميركيّة وألمانيا وكلّ بلد في العالم. وهو أمر نشرحه للمريض وعائلته، ويمكن لأيّ شخص كان أن يرى نسبها في بحث صغير على الإنترنت؛ وهي في أغلب الأحيان تعالَج". وبيّن أنّ الحديث عن فرضيّة خطأ طبي، "لا يمكن أن يستوي دون تحقيق شرعي من نقابة الأطباء ولجان طبّيّة".

وشدّد خليفة على أنّه "لا يوجد طبيب أو فريق عمل طبّي لا يريد أن يقدّم أفضل خدمة لمرضاه"، مركّزًا على أنّ "من الصّعب جدًّا أن نتكلّم عن حالة وديع جورج وسوف دون الإحاطة بها. فكلّ حالة مختلفة عن الأخرى، ولكلّ جسد تفاصيله وظروفه. وخصوصيّة المريض هي الّتي تحدّد نتائج العمليّة عادةً".

وشرح أنّ "هناك من يعاني تخثرًا في الدّمّ، أو تشمّعًا في الكبد، ولا توجد حالة مثل أخرى. لهذا إطلاق الكلام في العموميّات له مخاطر وتترتّب عليه مسؤوليّات، ولا يمكن لأحد أن يحدّد أو يعرف ما حصل من دون تحقيق مهني". ورأى أنّ "رمي التّهم جزافًا، كلام غير علمي، وهذا يحاسَب عليه القانون في دول تحترم نفسها، حين يثبت عدم صحّته؛ وأيّ تحقيق يحتاج مراجعة كلّ المراحل والفحوصات الّتي مرّ بها المريض".