لفت الرّئيس العام للرّهبانية اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي هادي محفوظ، خلال مأتم رسمي وشعبي ودّعت خلاله الكنيسة المارونية والرهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي أنطوان خليفة، في كنيسة مار جرجس في جبيل، إلى أنّ "الأباتي أنطوان تشرّب قيمًا ورقيًا من جميع أبناء عمشيت، وراح يفتخر بتاريخها الديني والدنيوي وبأبناء بلدته يتبوأون المراكز العالية، التي كانوا من خلالها يتألقون ويزهون ويضيئون على مجتمعهم، دنيا ودينا".

وأشار إلى أنّ "الأباتي أنطوان كان معطاء، ساعد الكثيرين الذين يبكونه اليوم عالمين أنهم لولاه لما كانوا في الحياة حيث هم، آمن بالطاقات وأطلقها، وكان في علاقاته مميزا جدا، فمن لا يعرف كيف كان يتواصل في كل مناسبة تخص الأصدقاء والأحباء؟ قربه من جميع الأطراف في المجتمع وقدرته على امتصاص المشاكل، أهّلاه للمبادرة الى زرع الوفاق، كلما حاول النزاع والشقاق لعب دوره السيئ".

وبيّن محفوظ أنّه "أعطى المراكز التي تبوأها من شخصيّته، وتفاعل معها ومع الظروف، فزاد على شخصيته ما زاد تلك الشخصيّة التي نعرفها جميعا، والتي جعلت منه في كل حقبة من حقبات حياته، نجما لامعا ليس بمقدور أحد تجاهله"، مركّزًا على أنّ "في كل مواقفه ونظراته الإداريّة، كان صلبا كل الصلابة، ونبيلا خفورا في كلامه عند اختلاف الرأي الإداري مع الآخرين. كلامه مهذب كل التهذيب، وصاف كل الصفاء".

وشدّد على أنّه "بحق، مثال عن طريقة الكلام مع وعن الذين يختلف الإنسان معهم في الرأي الإداري أو الاجتماعي. لذا، هو بحق منارة للكثيرين في مجتمعنا عن طريقة الكلام مع وعن الآخرين، خصوصا عند اختلاف الرأي. ولأجل فرادة شخصيته وكل عطاءاته، قلده رؤساء الجمهورية اللبنانية والحكومات اللبنانية والفرنسية والايطالية والاونيسكو ونقابة محامي باريس أوسمة رفيعة. وبما أنه حظي بالوسام الأخير، بعد دخوله الغيبوبة، لم يتمكن من نيله مباشرة، فوضع اليوم ظهرا على كفنه".

وكان قد وُضع ظهرًا على نعش الفقيد، وسام الاستحقاق اللّبناني الفضّي ذو السعف، الّذي كان منحه إيّاه رئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون قبل انتهاء ولايته، ولم يتمكّن من تسلّمه يومها، لوجوده في العناية الفائقة في المستشفى.