اعتبرت أمينة المظالم في الاتحاد الأوروبي إميلي أورايلي أن فضيحة الفساد المرتبطة بقطر والتي تهزّ البرلمان الأوروبي منذ شهر، يجب أن تشكل فرصة لإحداث تغيير حقيقي لثقافة العمل داخل الهيئة الأوروبية الوحيدة المنتخبة.

وقالت في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" على هامش جلسة عامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، "سيتم وضع قواعد جديدة على الأرجح، وسيتوجب معرفة ما إذا كانت تُطبَّق بالفعل، إنه لأمر مهم". وأضافت "ثم، يجب رؤية ما إذا كان هناك تغيير في ثقافة العمل".

وتابعت "إذا كانت هناك ثقافة تسمح بضمان أن النواب يعملون فقط من أجل المصلحة العامة وليس لمصالح خاصة سواء كانت مصالحهم أو مصالح أفراد آخرين أو شركات أو دول، فلن يحدث" هذا النوع من الممارسات.

وأقرّت أورايلي بأن هذه الآلية تستغرق وقتًا، معتبرةً أنه من الضروري أن ينتهز البرلمان - رئيسته وكذلك رؤساء الكتل السياسية المختلفة - هذه الفرصة "للمضي قدمًا بإصلاحات فعليّة".

وأوضحت أن "غالبية النواب الأوروبيين لديهم أخلاقيات عمل حقيقية، لكن القواعد مرنة جدًا، وفي بعض الأحيان لا يتم تطبيقها، بحيث يمكن لمن يريدون التصرف بطريقة غير شريفة فعل ذلك". وأورايلي مسؤولة عن هيئة مستقلة تعمل على مساءلة المؤسسات الأوروبية بشأن عملها.

ويحقق الادعاء البلجيكي في اتهامات بالكسب غير المشروع في البرلمان متصلة بقطر والمغرب، بعد مداهمات تمت خلالها مصادرة زهاء 1,5 مليون يورو نقدا.

وفي حين نفت الدوحة أي ضلوع لها في القضية، أكدت الرباط أنها ضحية "هجمات إعلامية" غير مبررة على خلفية مزاعم الفساد.

وفي إطار القضية، أوقفت الشرطة النائبة اليونانية إيفا كايلي، وهي من النواب الأربعة عشر لرئيسة البرلمان الأوروبي. وأقيلت كايلي من منصبها في أعقاب الفضيحة، علما بأنها نفت عبر محاميها علمها بوجود المبالغ المالية في منزلها. وأطلق عدد من النواب ووسائل الإعلام على الفضيحة اسم "قطر غايت".

وفي هذا السياق، قالت أورايلي "رغم أن أسلوب الفساد الذي نتحدث عنه مع فضيحة "قطر غايت" له جانب مذهل مع العثور على التذاكر والحقائب وما إلى ذلك، فإن الفساد يحدث على مستويات مختلفة جدًا ولا يمكن رؤية كلّها بالعين المجردة مثل ما شاهدنا في الأسابيع الأخيرة على التلفزيون".