أسف عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب غياث يزبك، "تسخير السلطة للقضاء، والأجهزة الأمنية، والقيام بأدوار قمعية وغير ديموقراطية، وحتى التنكيل بالناس الذين هم اصحاب الحقوق، لتحول صاحب الحقيقة والضحية نفسها الى قاتل، وتجعل من القاتل ديانا وقاضيا"، مشيرا الى ان "الأمر مهين للأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني، ولصورة لبنان وحياة اللبنانيين بين بعضهم البعض".

ورأى يزبك في تصريح لـ "الأنباء" الكويتية حول الشغور الرئاسي "اننا مازلنا في نقطة الانطلاق الأولى، لا بل راوح مكانك". ولفت الى أن "كفريق سياسي وسيادي، قمنا مع حلفائنا بكل ما هو مطلوب منا خلال عشر جلسات نيابية في محاولة لانتخاب رئيس للجمهورية، ونحن على استعداد لمتابعة هذه الجهود للوصول الى بر الأمان وشاطئ الإنقاذ، عبر سد الشغور الرئاسي، وعودة مسيرة الحياة السياسية في لبنان الى دورها الطبيعي".

واكد أن "نحن لدينا مرشح، له اسم وعنوان، وله دوره ومواصفاته الوطنية والأخلاقية والمهنية، ونصوت له، ولكن للأسف، فإن النصف الآخر من مجلس النواب، يلعب لعبة ليس لها علاقة بمجلس النواب، لا ولا بالتفويض الشعبي المعطى لهم، والذي على اساسه تم انتخابهم، وإذا كان هناك من مجموعات تدور في فلك ثنائي "حركة أمل" و"حزب الله" وتحالفاتهم، فموقفهم معروف، ولكن هناك جزء كبير من النواب، الذين انتخبوا على اساس عناوين خطابهم السيادي، حتى اللحظة، هم في موقع رمادي حتى لا نقول انهم يلعبون دورا سلبيا جدا، لا يفيد الاستحقاق الوطني ولبنان".

وردا على سؤال حول امكانية التوافق مع كتل اخرى على مرشح آخر غير النائب ميشال معوض، ذكر يزبك، "اننا سبق وأعلنا اننا لم نضع نحن والنائب معوض شروطا من "اسمنت"، نحن قلنا اذا تحلق مجموعة كبيرة من النواب حول مرشح آخر يقنعنا، ولديه ميزات ميشال معوض زائدا واحدا، فأهلا وسهلا. نحن لا نقف بوجه هذا الحل، ولكن ان نذهب الى مفاهيم الحوار الكاذبة، والإتيان باسم تحت عنوان التوافق الكاذب، ويكون يختبئ وراء هذا التوافق، شخص من "طينة" الرئيس السابق ميشال عون، ونكون لعبة بيد "حزب الله" لست سنوات أخرى، لن نرضى بذلك اطلاقا".

ورأى يزبك "ان مرحلة عهد عون، كانت كارثية على لبنان واللبنانيين، فلبنان الذي نعرفه تغير الى غير رجعة، المؤسسات دمرت، ووجهة لبنان السياسية والسياحية والاقتصادية انهارت، لبنان الأكاديميات والجامعات المصارف والحركة الليبرالية ايضا ضربت، وكل شيء تعطل في عهد ميشال عون حتى وصلنا الى المجاعة والدولار الأميركي بـ 50 الفا، والعملة الوطنية بالحضيض، هذه كارثة كبرى نختصر بها عهد ميشال عون".

واعتبر ان "خروج رئيس تيار "الوطني الحر" النائب جبران باسيل، او بقاءه ضمن التحالف مع "حزب الله"، لا يعنينا، هناك أداء وطني وخيارات وطنية كبرى، فالاستحقاق الاول يتمحور حول شخصية رئيس الجمهورية، اذا كان يرضى بالتصويت لرئيس سيادي مكتمل الأوصاف على شاكلة ميشال معوض او من يعادله بالإنسانية والأخلاقية والوطنية، فهذا مرحب به، لكن هذا لا يعني تحالفا، فالمطلوب منه الذهاب الى مجلس النواب والتصويت لخدمة لبنان، وهذا لا يحتاج الى اي تحالف معه".

وحول امكانية فرض حزب الله رئيس للجمهورية على غرار ميشال عون، اكد يزبك "لا، فبحسب الآلية الانتخابية الحسابية لا يمكنه ان يفرض رئيس الجمهورية، ونحن لا نريد ان نفرض عليه الرئيس المرتقب، لكن نقول لباسيل، بعد تجربتكم السيئة في السلطة والحكم منذ العام 2005 وحتى اليوم، لقد حكمتم البلد مع "حزب الله" لست سنوات، ورأينا الويلات التي اوصلنا اليها، اليوم المطلوب من باسيل العودة، والنزول عن الشجرة والتخلي عن العناد، والاقتراب من الخط السياسي لننتخب رئيسا لا يكون لعبة بين ايدي حزب الله، بل يعلي الشأن الوطني فوق كل اعتبار".

وشدد على أن "مواصفات الرئيس، هي تلك التي تخرج من صندوقة الاقتراع، وقال: لذلك علينا احترام ما يفرزه الصندوق، ونحن لا نريد ان نقدم أي رئيس تحدي، وما من احد يطلب من "حزب الله" ان يرمي نفسه بالبحر، وما من احد يريد أخذ سلاحه بالقوة. فنحن لا نرضى برئيس لا يضع على رأس برنامجه السياسي سلاح "حزب الله" على طاولة حوار جدية، ننتهي نحن واياه الى الخروج بالتدرج من زمن الدويلة الى عصر الدولة المستقلة".