لفت نقيب محرّري الصّحافة جوزف القصيفي، خلال زيارته على رأس وفد من نقابة المحرّرين الصّحافيّين، نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" العلّامة الشّيخ علي الخطيب، إلى أنّ "المجلس صرح وطني وديني، تميّزت مواقفه بالإيجابيّة، الانفتاح، الحكمة، الحرص على الحوار بين المكوّنات اللّبنانيّة، ووجوب استمراره أيًّا تكن العوائق".

وأوضح أنّ "الزّيارة تأتي في سياق الزّيارات الّتي يقوم بها مجلس النّقابة للمرجعيّات الدّينيّة اللّبنانيّة، للوقوف على آرائها ممّا يجري، والاسترشاد بما تختزن من أفكار حيال الأزمة في لبنان، الّتي يزيد استلشاق سياسي، ومصرف قابض على الودائع قسرًا، ومضارب على العملة الوطنيّة في السّوق السّوداء، وتجّار أدوية ومعدات طبية ومواد غذائية، ومافيات الشّركات النّفطيّة، ومستبدّو المولّدات، من وطأتها وشدّتها؛ حتىّ أصبح المواطن أشبه بجثّة تتنفّس".

وتساءل القصّيفي، "أين هو دور المرجعيّات الدّينيّة، وهل من كوّة أمل تلوح في الأفق، وهل لقمّة روحيّة أن تنعقد يخرج فيها أركانها بموقف موحّد وصارم، يتوجّهون فيه إلى السّياسيّين قاطبة، أن يوقفوا شدّ الحبال حول عنق المواطن اللّبناني؟"، مركّزًا على أنّ "الإنسان في لقمة عيشه وصحته ورزقه وماله، هو أهم من خلافاتكم وتجاذباتكم وفيتوهاتكم؛ وأنّ الوطن فوق الجميع".

من جهته، نوّه الشّيخ الخطيب بـ"دور الصحافة والصحافيين، ومسؤوليتهم الوطنية في هذه الظروف"، مشدّدًا على أنّ "للكلمة مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة أمام الله والناس والتاريخ". وبيّ، "أنّنا نقدّر دوركم كصحافيين، ونتمنى أن تكونوا دائماً رسل محبة ووسيلة هداية وإرشاد للناس وتنبيههم الى خطورة ما يجري من أحداث".

وأكّد أنّ "ما يعيشه لبنان من أحداث منذ ثلاث سنوات، ليس منفصلاً عن المنطقة والأحداث الجارية فيها، فلبنان ليس جزيرة منفصلة، ودور المرجعيات الدينية في هذا المجال هو أيضاً مسؤولية وطنية؛ وتركيبة لبنان الطائفية حمّلت هذه المرجعيات والقيادات الدينية مسؤولية خاصة". ورأى أنّ "مشكلة لبنان هي في تركيبته الطائفية، وهناك تشويه لدور الدين، إذ أن زعيم كل طائفة مسؤول عن طائفته، مع العلم أن مسؤوليته يجب أن تكون وطنية وجامعة".

وأشار الخطيب إلى أنّ "الكيان اللبناني القائم على الطائفية، قائم على تمييز عنصري، بينما المطلوب أن يجمعنا عنوان الإنسانية"، ووجد أنّ "المشكلة هي في بنية النظام والدولة، وهو ما أوصلنا الى ما نحن فيه، هذا النظام السياسي منعنا من تطوير بلدنا. المشكلة هي في طبيعة النظام وليس في المنظومة السياسية".

وفسّر أنّه "لو أتينا بأفضل الناس في ظل هذا النظام، لمارسوا الممارسات نفسها، وموقفنا في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى منذ تأسيسه هو إلغاء الطائفية السياسية وليس إلغاء الطوائف، فهذا النظام يفسح في المجال للقوى الخارجية بالتدخل في شؤوننا الداخلية". ولفت إلى أنّ "الواضح أن هذا النظام لم يبن وطناً، ويجب أن يخرج اللبنانيون من شعار حماية الأقليات، فهذا الشعار لم يحم المسيحيين ولا المسلمين".

كما ذكر أنّ "هناك هواجس في البلد لا أراها حقيقية، ولا يعني ما نطرحه أننا ضد الطائف، لكن الطائف لم يستكمل ولم يطبق بالكامل، وليس السوري وحده المسؤول عن ذلك. فلقد خرج السوري من لبنان منذ العام 2005، ومع ذلك لم ننجح في استكمال وتطبيق الطائف".

وأوضح الخطيب أنّه "ليس لدى الشيعة في لبنان مشروع خاص، وهم لم يحملوا السلاح من أجل ذلك، بل من أجل تحرير البلد وحمايته. الشيعة يريدون لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، والذين يرون أن المقاومة خطر على لبنان هم على خطأ". وأكّد أنّ "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سيقف في وجه أي محاولة شيعية سياسية. ليس من مصلحة الشيعة ممارسة الشيعية السياسية، ونحذر من أن يكون للشيعة مشاريع خاصة".

وعن مصير القمّة الروحية، أفاد بأنّ "عقد القمة الروحية ليس متعذراً، نعم هناك طروحات مختلف عليها، وهذا طبيعي، القمة مطروحة لكن البعض اقترح عقد قمة إسلامية تسبقها، لكننا لم نر في هذا التوجه موقفاً سليماً"، معلنًا "أنّنا مع قمة روحية تجمع الجميع وتخفف من الازمات، وهناك عمل على هذا الاتجاه تقوم به لجنة الحوار الإسلامي المسيحي، ونأمل ان نتوصل الى تفاهم على ذلك".

إلى ذلك، ركّز على أنّ "المسيحيين لم يوجدوا بوجود لبنان، كنائسهم في المنطقة موجودة قبل وجود لبنان، والمسلمون سيقفون الى جانب المسيحيين، لان نهاية المسيحيين في المنطقة هي نهاية للمسلمين".