تشكل تربية النحل في الجنوب رافداً للاقتصاد الريفي، وهي في ارتفاع متزايد لكنها تعاني من مشاكل وأمراض، حيث يتدبّر النحالون أمورهم بمفردهم، بدعم من وزارة الزراعة ومؤسسة "جهاد البناء". ويباع مرطبان العسل محلّيا بـ15 دولار، ويصدر أيضًا الى بلاد الاغتراب، وهذه الصناعة الحرفية تحتاج إلى دعم أكبر من الوزارة، من خلال مدّ المربّين بمختلف أنواع الأدوية ضد مرض الفاروا، الذي يفتك بالمنحل فيقضي على النحل داخل القفران.

في هذا السياق، يشير رئيس نقابة مربي النحل في الجنوب مهدي ترحيني، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن القطاع يعاني من مشاكل عديدة، أهمها وجود أمراض منها المرض المذكور المنتشر بشكل كبير في المناحل، ولا يتم السيطرة عليه بشكل كامل، في حين كانت وزارة الزراعة، في الماضي، توزّع الدواء، لكن اليوم لم يعد لديها القدرة على ذلك. ويوضح أن هذا المرض بمرحلة من المراحل تحوّل إلى وباء، حيث أدّى انتشاره إلى فقدان عدد كبير من قفران النحل لدى النحالين، خاصة من ليس لديهم خبرة عالية بادارة المنحل، بينما "لدينا مشكلة أخرى هي رش المبيدات الزراعية وعدم تنسيق المزارع مع النحّال برش المبيدات السامة ومبيدات الأعشاب".

ويلفت ترحيني إلى أن "بعض البلديات تقوم برشّ المبيدات للاعشاب التي تساعد على نموّ النحل مما يؤدي إلى نفوق النحل، وينعكس سلباً على تربيته"، ويوضح أن "أصحاب بساتين الحمضيات على الساحل يعتمدون رشّ زهر الليمون بالمبيدات، ما يؤدّي لنفوق أعدد كبيرة من العاملات التي تجني العسل، وفقدان جيوش النحل، وهذا بحاجة للتنسيق بين نقابة النحل واتحادات البلديات والبلديات والنحّالين، بهدف وضع رزنامة للرشّ وتحسين جودة المنتج".

من ناحية أخرى، يتحدث رئيس نقابة مربي النحل في الجنوب عن أزمة تصريف الإنتاج، حيث يشير إلى أن تسويق العسل للخارج لا يتم بطريقة ممنهجة، ويلفت إلى أن من أهم المشاكل على هذا الصعيد وجود غشّ بالعسل ووجود "عسل السيروب" وغلاء المعدّات وعدم قدرة المستهلك على شراء العسل اللبناني، ويضيف: "طلبنا لقاء مع وزيري الزراعة والاقتصاد، كما نتمنى على النحّالين وضع أسمائهم عن المنتج، لنكافح الغش المسرطن".

من جانبه، يوضح عضو بلدية يحمر وممثل مؤسسة "جهاد البناء" ناصر عليق، في حديث لـ"النشرة"، أن أفضل المراعي تلك القريبة من نهر الليطاني، حيث الأشجار والأزهار البعيدة عن المبيدات التي تقضي على النحل، ويلفت إلى أن المؤسسة وزعت الأدوية على عدد من النحالين، لمكافحة آفة المرض الفتّاك الّذي يقضي على صناعة وطنية قد يكون عمرها من عمر لبنان، كما أقامت دورات تدريبية لهم وقدمت الارشادات والخبرات في عملية تربية النحل، من أجل تعميم الفائدة والخبرة لزيادة الإنتاجية.