أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، "أنّها تبرّعت بألف عدّة اختبار، وأعطت أكثر من 900 ألف جرعة لقاح فموي ضدّ الكوليرا، وأمنّت ثلّاجات وألواح طاقة شمسيّة لإنتاج الكهرباء، وذلك لدعم وزارة الصحة العامة في جهودها لمكافحة تفشّي الكوليرا"، مشيرةً إلى أنّ "هذا المرض كان أودى منذ بداية انتشاره في لبنان في كانون الأوّل من العام الماضي، بحياة 23 شخصًا وأصاب أكثر من ستة آلاف شخص، وسط أزمة اقتصاديّة واجتماعيّة متردّية بشكل حادّ".

ولفتت في بيان، إلى أنّ "فِرق مكافحة تفشّي المرض التّابعة للوزارة والمؤلّفة من عاملِين في المنظّمات الشّريكة للمفوضيّة، كانت اجتهدت على مدار السّاعة لتعزيز الكشف المُبكر والاستجابة للتّنبيهات، ومعالجة الحالات وتحصين الأشخاص من جميع الجنسيّات، والقضاء على المرض في المناطق الأكثر عرضة له". وأوضحت أنّ "من بين الّذين تلقّوا اللّقاح في المناطق اللّبنانيّة كافّة: 61% منهم هم لبنانيّين، 35% سوريّين، 53% نساءً و48% أطفالًا".

وذكرت المفوضيّة أنّ "وزير الصحّة العامّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض يقول: "نحن ممتنّون جدًّا للدّور الإيجابي الّذي لعبته المفوضيّة في مكافحة تفشّي الكوليرا في لبنان. إنّ مشاركتهم النّشطة في فرق العمل الوطنيّة لمكافحة الكوليرا، ودعمهم لمراكز العلاج ولحملات التّوعية، ولمنح اللّقاحات في المناطق المستهدفة، كانت أساسيّة في إنجاح الجهود للسّيطرة على تفشّي المرض".

واعتبرت أنّ "تدخّلها سمح، بالشّراكة مع المنظّمات غير الحكوميّة الدّاعمة لحملة التّلقيح الوطنيّة، بإطلاق هذه الحملة بشكل سريع"، مبيّنةً أنّ "بقيادة وزارة الصحّة العامّة، كانت حشدت المفوضيّة وشركاؤها أكثر من 250 فريق تلقيح يجولون من مسكنٍ إلى آخر ليحصّنوا السّكان، وليقوموا بحملات التّوعية والتّحفيز على المشاركة فيها، وتوزيع المنشورات التّثقيفيّة حول الوقاية من الكوليرا والتّشجيع على نيل اللّقاح؛ كما وتقديم الدّعم اللّوجيستي".

كما ركّزت على أنّ "من ضمن استجابتها للكوليرا، قامت المفوضيّة بتحويل المرافق الطبيّة الّتي أنشأتها عام 2020 لمكافحة الـ"كوفيد 19"، إلى مراكز علاج للكوليرا في كلٍّ من مستشفيَي حلبا وطرابلس الحكوميَّين، ممّا ساعدهما على أن يُلبّوا فوريًّا الاحتياجات الطبيّة الطّارئة لمرضى الكوليرا؛ كما زوّدت المفوضيّة مستشفى حلبا الحكومي بالأدوية وبإمدادات طبيّة ضروريّة. إضافةً إلى ذلك، تدعم المفوضيّة اللاجئين المصابين بمرض الكوليرا للحصول على العلاج اللّازم".

وأشارت المفوضيّة إلى أنّه "بما أنّ تعزيز النّظافة هو أحد المكوّنات الرّئيسيّة الّتي تسمح بالحدّ من تفشّي الكوليرا، قام المتطوّعون المجتمعيّون في المفوضيّة بتوزيع مستلزمات النّظافة، كما ساهموا في تطهير المنازل والمراحيض في المناطق المستهدَفة. وتساعد المفوضيّة المجتمعات الضّعيفة من خلال إعادة تأهيل البنية التحتيّة لمياه الصرف الصحي، وذلك لتأمين المياه النّظيفة بشكلٍ مستدام، ولإدارة النفايات بطريقةٍ أفضل".

وشدّد على أنّ "هذا وترتكز استراتيجيّة المفوضيّة في استجابتها للكوليرا، على إدارة حالات الإصابات وتحسين الاستعدادية، ونشر الوعي حول الوقاية على مختلف المستويات، أكانت وطنيّة أو مع البلديات، وذلك من خلال التّعاون الوثيق مع المعنييّن كافّة، بما في ذلك وزارة الصحّة العامّة ووكالات الأمم المتحدة والمنظّمات غير الحكوميّة؛ بهدف تعزيز التأهّب والقدرة على الاستجابة لأي تفشٍّ في المستقبل".

من جهتها، أكّدت مسؤولة قسم الصحّة في المفوضيّة زينيا سلطانة، أنّ "جهودنا تهدف إلى إنقاذ الأرواح! وبدعم من شركائنا، تمكّنا من منح اللّقاحات للأكثر ضعفًا، الأمر الّذي ساعد على احتواء تفشّي الكوليرا وحماية مجتمعات بأكملها في مناطق يصعب الوصول إليها".