ركّزت صحيفة "الأخبار"، على أنّه "قد يكون غريباً، بالنسبة لكثيرين، الحديث عن فوائد استمرار التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وتطويره. بعض أنصار الجانبين، وكل خصومهما، لا يرون فائدة من استمرار التفاهم"، مبيّنةً أنّ "التحليلات تكثر بأن وظيفة التفاهم انتهت يوم خرج رئيس الجمهورية ميشال عون من قصر بعبدا، ويتطوّع البعض ليشرح لنا أن الفريقين حصلا على مرادهما من التفاهم: استفاد الحزب من تحالف هزّ عرش الصيغة المناهضة للمقاومة سياسياً وطائفياً واجتماعياً، واستفاد التيار من دعم غير عادي لتحصيل حقوقه التمثيلية باسم الغالبية المسيحية، في مواجهة ​سياسة​ العزل التي شنّها الآخرون منذ ما قبل عودة العماد عون من فرنسا".

وشدّدت على أنّه "لنكن عاقلين، وواقعيين أيضاً، فإن من لا يهتمون من الجانبين لبقاء التفاهم، لا يزالون أقلية على رغم صوتهم العالي، فيما هناك غالبية تريد تعزيز العلاقة وتطويرها، خصوصاً أن كوادر من الجانبين شعرت بالرعب في الأيام القليلة الماضية مما رأته وسمعته، وهي كوادر مستعدة لمزيد من الانخراط في معركة تعزيز نقاط التلاقي والبناء عليها. ويجب أن يكون واضحاً أن مهمة الفريقين محصورة في وجهة الحوار الذي يستأنف اليوم بينهما، وهل هو لرفع السجادة وكنس كل الوسخ الذي دفن تحتها خلال 17 عاماً أم هو تنظيم لعملية افتراق قد تتم في لحظة واحدة أو على مراحل؟".

وذكرت الصّحيفة أنّ "السؤال الأهم هو حول الأضرار الذي سيتسبب بها الطلاق بين الجانبين -إن وقع- ومصير ما تم بناؤه، ومصير حصيلة ضخمة النتائج السياسية والأهلية والنقابية والنيابية والاجتماعية التي لم تكن لتحدث لولا هذا التفاهم".

ورأت أنّ "من يقلّل من شأن الروايات عن فترة التواصل بين جمهور الفريقين خلال عدوان تموز، أو يتجاهل الاختلاط الذي صار أمراً واقعاً في السنوات التي تلت، سواء على صعيد العلاقات الشخصية أو الاجتماعية أو التجارية بين البيئتين، لا يقدّر أهمية ما أنجزه التفاهم. ومن يعتقد، اليوم، أنه يمكن لأي من الجانبين طلب الطلاق أو الإقرار به من دون خشية على ما نتج من هذا الزواج، يكون فاقداً للبصيرة".

كما وجدت أنّ "الأمر نفسه ينسحب على التيار. فكرة الطلاق لا تمنحه عنصر قوة، لا داخل بيئته ولا لدى بقية اللبنانيين ولا في الخارج. صحيح أن التيار قوة حقيقية، صمدت لعقد ونصف عقد بعد إبعاد عون إلى فرنسا، وعادت لتظهر على شكل شارع كبير يوم الانتخابات النيابية عام 2005، لكن التيار كان سيكون معزولاً لو ترك الأمر لبقية فريق الطائف بنسخته الأميركية- السورية- السعودية- الفرنسية".

وتساءلت "الأخبار"، "هل يمكن تصور كيف ستكون عليه الأحوال في حال وقوع الطلاق القاسي في كل المناطق التي تتجاور فيها بيئتا الجانبين، في بيروت والشريط الحدودي وجزين والطريق الساحلي والبقاع الغربي أو الأوسط أو الشمالي؟ وهل يمكن تخيّل التدخلات الخبيثة التي يمكن لدول معادية أو قوى معادية أن تلجأ إليها، لتوسيع الهوّة بين قواعد الفريقين لا بين قيادتيهما؟ وهل يمكن تخيل أوضاع أطر وتجمعات نقابية وأهلية واجتماعية فرضت على الجهتين التعاون والتمثيل المتوازن، وكيف يمكن أن تعود إلى حالات الانقسام الحاد وسط سعار اللغة الطائفية؟".

وأكّدت أنّ "ثمة مخاطر كثيرة تحدق بالقاعدة الاجتماعية والسياسية للجانبين في حالة الطلاق. ومع أن الخلاف بينهما اليوم ليس سطحياً أو عابراً، فإن الحوار بمعناه الحقيقي، هو الذي يعيد تقييم كل ما حصل، ويتفق طرفاه على الإطار الأنسب الذي يحفظ العلاقة أو يطورّها".

حزب الله - التيار: محاولة أولى لإنقاذ التفاهم

لفتت مصادر بارزة، لـ"الأخبار"، تعليقًا على زيارة المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، إلى مركزية التيار في "ميرنا الشالوحي"، اليوم، للقاء رئيس "التيار" جبران باسيل، إلى أنّ "وفد حزب الله لن يجتمع بباسيل لإبلاغه عن ترشيح الحزب لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فهذا أمر معروف وقد أبلغه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله لباسيل سابقاً، وإن كان الهدف من هذه الزيارة الملف الرئاسي فإن نتيجته معروفة سلفاً، لأن موقف باسيل معروف ولن يتراجع عنه، وبالتالي فإن انعقاد اللقاء لن يكون له أي مفعول".

وأوضحت أنّ "الوفد سيتناول مع باسيل عدة ملفات من بينها الرئاسة والحكومة وعمل مجلس النواب، لا سيما لجهة عدم القبول بالدفع نحو فراغ حكومي ومجلسي يتمّم الفراغ الرئاسي"، مشيرة إلى أن "الهدف الأول من الاجتماع هو العمل على ترتيب الخلاف بما يحول دون تحوّل التفاهم إلى خصومة".

وركّزت المصادر على أنّ "اللقاء هو بداية لتصويب الأمور. والحزب، كما أكد السيد نصرالله، يده ممدودة إلى التيار، وهو واثق أيضاً بأن يد التيار ممدودة للحزب. وبالتالي، سيكون النقاش مفتوحاً في كل القضايا التي أثارها رئيس التيار في العلن، من الحكومة إلى ملف الرئاسة إلى كل الملفات الخلافية".

من جهتها، رحّبت مصادر رفيعة في التيار الوطني الحرّ، عبر الصحيفة، بـ"مبادرة اللقاء التي جاءت من جهة حزب الله"، مؤكّدةً أن الحوار "أمر ضروري وجيد. يدنا ممدودة، وعقلنا وقلبنا مفتوحان ولا نسعى إلى الخلاف"، معتبرةً أنّ "ما جرى كبير جداً، لا يحلّ إذا لم يكن هناك تغيير، وبلقاء فقط على طريقة ما حدث قد حدث. الوضع يحتاج إلى معالجة، ولن تنصلح الأمور من دون معالجته".

نواب لبنان المعتصمون يسيّرون أمرهم بصعوبة

شدّدت صحيفة "الشّرق الأوسط"، على أنّ "بصعوبة، يسيّر نواب "التغيير" اللبنانيون المعتصمون داخل مبنى البرلمان منذ الخميس الماضي للضغط باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، أمورهم. ويشكل التقنين بالتيار الكهربائي أبرز الصعوبات التي يواجهونها، خاصةً أنه من أصل 24 ساعة لا كهرباء في المجلس خلال أيام الأسبوع لأكثر من 5 ساعات، أما في نهاية الأسبوع فالوضع أسوأ بكثير وعادة لا تكون هناك كهرباء".

وعلمت "الشرق الأوسط" أن "النائبة بولا يعقوبيان استقدمت مولداً كهربائياً بات في مكتبها في المجلس، إلا أن أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر رفض السماح باستخدامه، ووعد بإعادة النظر في الموضوع مطلع الأسبوع الحالي".

وأشار أحد نواب "التغيير"، للصحيفة، إلى أن "القيمين على المجلس وأمنه، يتشددون بمنعهم من ركن سياراتهم على مقربة من مبنى البرلمان والبوابات الرئاسية، ويفرضون عليهم استخدام المرآب الذي يكون حالك الظلام"، منوّهًا إلى أنّ "الحرس المتواجدين هناك يعاملونهم بلطف".

واعتبر نائب تغييري آخر، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أنّ الصعوبات التي يواجهونها لتسيير أمورهم داخل المجلس، "تبقى بسيطة جدا مقارنة بالصعوبات التي يواجهها اللبنانيون مع تجاوز سعر الصرف عتبة الـ50 ألف ليرة لبنانية".