ذكر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة أجرتها منصة "BreakThrough News" الأجنبية، أنه "عندما نشأ حزب الله سنة ألف وتسعمائة واثنين وثمانين، كان بناء حزب الله من منطلق إسلامي هو للجهاد في سبيل الله في مواجهة إسرائيل لتحرير الأرض، عندما تطورت الأمور أكثر، لاحظنا أنَّ هناك أيادٍ إسرائيلية تمتد إلينا من غير أن تكون إسرائيل مباشرة، منها مثلاً جماعة داعش والتكفيريين الذين أتوا إلى العراق وسوريا، وأتى بهم الغرب وأميركا ودول الخليج من أجل ضرب سوريا كجزء من محور المقاومة وهنا وجدنا أن داعش والتكفيريين الذين دخلوا إلى لبنان من جهة الشرق يريدون التخريب علينا في لبنان ويريدون مواجهتنا ومواجهة سوريا ومواجهة العراق. وجدنا أن المواجهة مع التكفيريين تخدم معركتنا في مواجهة إسرائيل من أجل أن لا نسمح لهم بأن يسيطروا وأن يتمكنوا من التأثير، وهذا يساعد إسرائيل في الحقيقة فيما لو كانوا مؤثرين. إذاً نحن لم نذهب إلى قتال داعش ابتداءً، لكن اعتبرنا أنَّ داعش تقوم بوظيفة تخدم إسرائيل برعاية غربية".

واشار إلى أنَّ "حلُّ مشاكل لبنان يحتاج إلى توافق داخلي، ويحتاج إلى أن توقف الدول الأجنبية تدخلها وضغطها على لبنان، واحدة من مشاكلنا الكبرى هو التدخل الأميركي بالعقوبات وبحصار لبنان وبمنع العالم من أن يتعاطى معه، فإذا كفت الدول الخارجية أيديها عن لبنان، لبنان بخير، من المفيد أن تكون السعودية على علاقة جيدة مع لبنان، لكن ليست هي التي تصنع لا استقرار لبنان ولا مستقبل لبنان، فاللبنانيون هم الذين يصنعونه، من هنا أريد أن أؤكد أن كل مشاكلنا في لبنان هو من التدخلات الخارجية، والأفضل أن نتمسك لبنانياً من أجل أن ننجز استحقاقاته من دون ضغط خارجي".

واوضح قاسم، أن "أحد أهم أسباب الانهيار الذي نراه في لبنان هو العقوبات الأميركية من ناحية، وتشجيع الفوضى والاضطرابات التي كانت تقودها أميركا من خلال منظمات المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية، حيث كانت تعمل على قطع الطرقات والتخريب والتعطيل على الناس. إذاً الحديث عن أن أميركا تستهدف أفراداً، هذا كلام غير صحيح، أميركا تستهدف مجتمعاً بكامله، دولة بكاملها. طبعا هدفهم أن يضغطوا علينا حتى يقول الناس بأنهم لم يعودوا يطيقون هذا الأمر ويضغطون على "حزب الله" ليغيِّر من سياساته، هذا لن يحصل وهم يعلمون أنه لن يحصل، وأكبر دليل حصول الانتخابات النيابية. أخذنا التأييد من الناس أكثر من انتخابات سنة ألفين وثمانية عشر أي في انتخابات سنة ألفين واثنين وعشرين زاد نوابنا، كنا ثلاثة عشر وهذه السنة خمسة عشر وبالتالي استطعنا أن نبقى قوة وازنة في داخل البلد، وهذا مؤشر على فشل أمريكا في الفصل بيننا وبين الناس".

وأكد، أن "حزب الله جزء من التركيبة اللبنانية، وهو موجود في الحكومة بوزيرين من أصل أربعة وعشرين وزيراً، وتأثيره في الإدارة والقيادة محدود. وبالتالي عندما يكون هناك فساد في البلد، عادةً من يضع يده على الفساد ويحاسب الفساد هو القضاء، نحن رفعنا كثير من الدعاوى من أجل أن يحكم بها القضاء، لكنها وضعت في الدرج. ما علاقتنا نحن إذا كان القضاء مقصرَّاً؟ وبالتالي هل يمكن أن نحارب الفساد إلا عبر الطرق القانونية؟ هل يريدون أن نضغط بشكل مباشر من أجل إيقاف الفساد؟ بأي طريقة، محاكم ثورية أو بطريقة خارج النظام؟ لا أحد يقبل بهذا ونحن لا نقبل بهذا، فإذاً هؤلاء الذين يتهموننا بدعم الفساد هم في الحقيقة يريدون منا ما لا نتحمل مسؤوليته أي النظام القضائي الذي لا يقوم بواجبه، وبعضهم يقول هذا ليدفع التهمة عن نفسه بأنه هو لم يستطع شيئا أفضل شيء يردها على آخرين. ولكن نحن لم نقصر في هذا الأمر وعملنا كل ما نستطيع".

ولفت قاسم، إلى أنه "بالنسبة للمشروع الاقتصادي، لا يوجد مشروع اقتصادي لجهة سياسية بمعزل عن تركيبة الدولة. إذا كانت تركيبة الدولة منذ سنة ألف وتسعمائة واثنين وتسعين بعد الطائف تعمل على إلغاء الزراعة وإلغاء الصناعة والاعتماد على الخدمات والبنوك والسياحة، هذا يعني أنه لا يوجد بنية اقتصادية حقيقية للبنان. حاولنا مراراً وتكراراً أن نطرح دعم الزراعة، دعم الصناعة، القيام بالاستثمار البشري، لأنَّ هناك قدرات وطاقات علمية مهمة في لبنان، لكن الحكومات المتعاقبة لم تعمل في هذا الاتجاه. وبالتالي لا يمكن للسياسات الاقتصادية أن تمر إلا عبر منظومة الدولة. ما استطعنا قمنا به والباقي مسؤولية الجميع".