استبعدت مصادر سياسية لصحيفة "الجمهورية"، أن يشهد الواقع السياسي المعقّد أي خطوة نحو الانفراج في المدى المنظور، وذكرت أنّ "كل جانب يسعى إلى الحسم الرئاسي لمصلحته، وهذا لا يمكن ان يتحقق في واقع اشبه ما يكون بـ"حصار متبادل"، حيث انّ كل طرف يملك قدرة تعطيل مسعى الطرف الآخر".

بدورها، أبلغت مصادر ثنائي "أمل" و"حزب الله" إلى "الجمهورية" قولها، أنّ "التوافق يبقى السبيل الوحيد لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن إن انعدمت سبل التوافق الشامل، لا بدّ من بلوغ توافق الحدّ الممكن الذي يؤمّن انتخاب رئيس الجمهورية، وينهي الحال الشاذ القائم والمتمثل بخلو سدّة الرئاسة".

وإذ رجّحت المصادر عينها ان "يحدّد رئيس المجلس جلسة جديدة في فترة غير بعيدة، لفتت الانتباه إلى انّ الورقة البيضاء لن تكون دائمة، واحتمال ان يتمّ اعلان إسم مرشحنا المعروف سليمان فرنجية في وقت ليس بعيداً ايضاً، في اشارة إلى جدّيتنا في هذا التوجّه وفي تبنّي هذا المرشح، قطعاً للطريق امام اي محاولات تشويشية قد يلجأ اليها البعض".

وكشفت المصادر، "انّ حركة الإتصالات جارية في هذا الاتجاه". وقالت: "من حق الجهات الاخرى ان تسعى إلى تأمين اكثرية لإيصال مرشحهم، وهذا الامر من حقنا ايضاً، ونحن نسعى ايضاً في هذا الاتجاه، ولكنّ الأمور لم تنضج بعد، وما زالت في حاجة إلى مزيد من المشاورات. صحيح انّ مواقف بعض الاطراف مثل "التيار الوطني الحر" متصلبة، لكننا لا نقطع الامل ونسلّم بأنّ الابواب ستبقى مسدودة".

ورداً على سؤال حول التصعيد المفاجئ عبر تحريك الملف القضائي في تفجير مرفأ بيروت، وكذلك اللعب بالدولار ورفعه إلى سقوف عالية، قالت المصادر، إنّ "تحريك الدولار والبيطار، إضافة الى امور أخرى، تندرج في سياق الضغط في اتجاه واحد، اي علينا بشكل واضح، لحملنا على التسليم بمنطقهم ومرشحهم. ولكن قراءتنا لهذا الضغط تؤكّد انّه يعكس بما لا يقبل أدنى شك، عجز الأطراف الاخرى المحليين، وحلفائهم الخارجيين، في فرض مرشح، ولذلك لجأوا إلى التصعيد".

لبنان خارج الأولويات الغربية

إلى ذلك، استخلص أحد كبار السياسيين من جولة خارجية، حيث أوضح لـ"الجمهورية"، أنّ "المشكلة الاساس التي تمنع انتخاب رئيس الجمهورية، صنعها اللبنانيون، بهروبهم إلى الأمام من المسؤولية الأخلاقية والسياسية، في ظلّ ما آلت إليه الأوضاع المزرية في بلد بات عاجزاً حتى عن التسوّل".

وكشف السياسي المذكور خلاصة لقاءات أجراها مع مسؤولين غربيين، مفادها انّ "لبنان خارج نطاق الاولويات، فلا الاميركيون في وارد التدخّل المباشر ولا الاوروبيون قادرون على ذلك، عبر طرح أي مبادرات، فأوروبا مأزومة، أولوياتها دولها وما تعانيه من انحدارات على مستويات اقتصادية وغير اقتصادية في ظلّ الأزمة الاوكرانية".

حكومياً، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّه سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، لبحث ملف ‏القطاع التربوي واوضاعه الطارئة.‏ ورجّحت مصادر حكومية لـ"الجمهورية"، عقد هذه الجلسة الخميس المقبل.

فرنجية قال علنًا ما قاله "حزب الله"سرًا

إلى ذلك، أشارت صحيفة "الأخبار"، إلى أنّه "استكملت زيارة النائب السابق سليمان فرنجية لبكركي الخميس والمواقف التي ادلى بها، النتائج السلبية لاجتماع التيار الوطني الحر وحزب الله الاثنين. قال ما لم يقله الحزب علناً في الاسابيع الاخيرة: ما ان يترشح لا يسحب ترشيحه. لا يوصد الأبواب دون سواه، وذلك طبيعي لمَن يتمسك بترشيحه كحق دستوري كما قال، الا انه قدّم مواصفاته للترشّح مضيفاً انه موجود. ببساطة، ترشح من دون ان يترشح. ذلك طبيعي ايضاً لشخصية سمتها الاساسية أنها شفوية ومباشرة".

ولفتت إلى أنّه "في جانب من الحوار الذي دار الاثنين بين النائب جبران باسيل وموفدَيْ الحزب حسين خليل ووفيق صفا ما يعكس دوران انتخابات رئاسة الجمهورية، إلى اشعار آخر، في الخطة (ألف) فقط. كأن لا سواها".

وكشفت أنّه "يومذاك قال باسيل لهما، على ما يُنقل عن مطلعين على المداولات، أنّه "خرجت من لقائي سماحة الامين العام من دون ان ألمس انه يتمسك تماماً بسليمان فرنجية؟"، فردّ وفيق صفا: "كيف ذلك؟ أنا كنت حاضراً الجلسة. قال لك سماحة السيد انكما اثنان مرشحا الحزب. انت وسليمان. قال ان انتخابك رئيساً غير وارد الآن ولم يعد من خيار سوى سليمان فرنجية. اذا كان سماحة السيد مؤدباً فلم يفرض ولم يطلب، فذلك لا يعني انك لم تلمس انه كان مؤدباً وقال انه يريد سليمان".

في جزء آخر من الحوار، بحسب الصحيفة، "الذي لم يخلُ في بعض محطاته من نبرة عالية وتأكيد تناقض المواقف، قول حسين خليل لرئيس التيار الوطني الحر: "أعطني اسماً، اسماء ترشحها؟". فأجابه باسيل انه لا يزال يضع مواصفات و"من المؤكد ان المواصفات التي أضعها ستجاريني فيها". فسأله خليل: "مَن تنطبق عليه هذه المواصفات. اعطني اسماء x او y او z نضعها قبالة سليمان فرنجيه ونختار بعد ذلك".