شدّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، على "أنّنا نؤمن بأنّ وصول رئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، يمكن أن يُحدث فرقًا، وأن يكون عمله انطلاقًا من الشّمال ملهمًا".

وأشار، خلال مشاركته بلقاء حواري في جامعة الجنان في طرابلس، إلى "أربع مشاكل مؤثّرة، منها ترسيم الحدود البحرية، التّهريب برًّا نحو سوريا، ملف النازحين ومدى خطورته، إضافةً إلى مسألة مزارع شبعا المرتبطة بسلاح "حزب الله"، مؤكّدًا أنّ "ما يمكن أن يقوم به فرنجيّة في هذا المجال، لا يمكن لغيره أن يقوم به. كما هي حال مسألة العلاقات العربيّة، الّتي يتمسّك بها فرنجيّة مع الأخوة العرب، والمسألة ليست شعرًا بل هي واقع".

وركّز المكاري على "أهميّة تناقل العلاقة وثقافة التّواصل بين مناطقنا، فنحن عشنا الحرب الكاذبة الّتي ما إن انتهت حتّى صار السّؤال الكبير: كيف يمكن أن تكون هناك حرب ونحن نتحاور ونتواصل معًا؟"، مبيّنًا "أنّنا اليوم نمرّ بمرحلة صعبة جدًّا، وثمّة مشاكل متشعّبة اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة وأمنيّة، ونحن نقول إنّه رغم كلّ شيء، فالشّمال هو شمال ثقافة التّلاقي والتّنوّع الموروث، الّتي أصبح الحفاظ عليها واجبًا علينا".

ولفت إلى "أنّنا لم نعتبر يومًا أنّ هناك مناطق في الشّمال، ولم نرَ أنّ هناك ما يمكن أن يفصل بيننا، وهذا ينطبق علينا "كلّنا يعني كلّنا". الفقر ليس له منطقة وليس له طائفة وليس له حزب ولا دين. الفقر كافر ويصيب الجميع"، معتبرًا أنّ "الواجب تجاه مناطقنا وأهلنا أهمّ من الواجب تجاه زعمائنا وأحزابنا أو تجاه قادتنا السّياسيّين. قد نحبّ ونوالي في السّياسة، لكنّني أتمنّى ألّا يكون هذا الأمر أولويّة لنا، بل كيف نعيش معًا، وخصوصًا في هذه الظّروف، لأنّنا جميعًا في مركب واحد؛ وإذا غرق فسيغرق الجميع حُكمًا".

كما ذكر أنّ "انطلاقًا من مشاهداتي في الدّولة والإدارة والسّياسة والعمل الحكومي، أرى أنّه لا يمكن لشيء أن ينقذ لبنان إلّا وحدة أبنائه، فهناك الكثير من الأمور الّتي يمكن أن نتّفق عليها ويجب أن نتّفق عليها. لتبقَ القصص الخلافيّة والقضايا السّياسيّة كذلك، ولكن ليبقَ واجبنا تجاه أهلنا واولادنا وجيراننا المحافظة على هذه الأرض. إنّها الإيجابيّة الّتي نحتاجها".

وأوضح المكاري "أنّني اخترت أن أعطي دائمًا الصّورة الإيجابيّة منذ تولّيت مهمّتي في الوزارة، واعتبرت أنّ أهمّ دور لوزارة الإعلام ولو تقلّصت صلاحيّاتها، أن تظهر الصّورة الإيجابيّة للبنان. ورغم المشاكل والمآسي، تبقى الصّورة الحلوة للبنان الّتي تجلّت اليوم في جامعة وصرح كبير يجمع المناطق والطوائف. هذا الأمر يسرّني ويعطيني الحافز للمضي قُدمًا".

وأكّد "أنّنا في شمالنا، نحتاج لأن نعطي طرابلس المزيد، وأنا تعهّدت لدى زيارتي مفتي طرابلس بأن نسخّر وزارة الإعلام لنسلّط الضّوء على جمال المدينة، في مواجهة ما يُنقل عنها من صور لا تمتّ إلى حقيقتها، وأنا ماض في ذلك"، داعيًا جامعة الجنان إلى "الالتقاء معنا في وزارة الإعلام في ورشة لإعداد مسار من عمل إعلامي توثيقي طرابلسي، على أن نوقّع بروتوكولًا معًا في هذا الإطار، ليكون أيضًا ضمن فعاليّات بيروت عاصمة الإعلام العربي".

ووجد أنّ "هناك مصلحةً للجميع في المشاركة في فعاليّات بيروت عاصمة الإعلام العربي، تحت عنوان هنا بيروت، كتحدّ نريد أن تربحه العاصمة. وأكّدت لدى اجتماعي مع الرّئيس المصري ووزراء الإعلام العرب والسّفراء العرب، أن تكون بيروت مكرّسة بدورها ووجودها، وأن تبقى ولبنان منفتحة على العالم العربي وجزءًا منه".

إلى ذلك، أعلن المكاري "أنّنا نعيش في وزارة الإعلام توقيتًا دقيقًا. عدد الأحبّة في الجهاز البشري قليل، يعملون ببدل ضئيل جدًّا ولكن بمهنيّة، وفي الوقت عينه لا دمّ جديدًا ولا قدرة على التّوظيف. لذلك، نتطلّع لفتح أبوابنا للمؤسّسات بهدف تدريب طلّاب الجامعات، وإعطاء الدّور الّذي نريد أن نبني عليه، وهذا يقدّم فرصةً لهم للعمل في الداخل او حتى في الخارج".

وأفاد بأنّ "وزارات الإعلام في العالم لم تعد موجودة، لئلّا يكون الإعلام الرّسمي موجّهًا. في لبنان، يجب أن تبقى الوزارة وتستعيد شيئًا من صلاحيّاتها، مع إضافة مزيد من الصّلاحيّات". ورأى أنّ "مستقبل الاعلام الرّسمي مع أزمة خانقة أمر صعب، وقريبًا سنعرض واقع "تلفزيون لبنان"، الذي لا يمكن أن ينجح ما لم يواكب الإعلام الخاص"، متحدّثًا عن "معضلة الولاءات السّياسيّة، في حين أنّ العمل جار لتطوير أفكار متقدّمة في تلفزيون لبنان". وعن دور الإعلام، شدّد على مسألة "الحرّيّات ومراعاتها، على أن تكون مسؤولة ونتوصّل مع الإعلام المتعدّد إلى حرّيّة مسؤولة وموضوعيّة".

وعن حياد لبنان، أشار إلى أنّ "منذ اتفاق القاهرة، تعذَّر على لبنان أن يكون محايدًا، ومشكلة لبنان بدأت من هنا، لأنّ اتّفاق القاهرة فتح الأبواب في لبنان على الصّراعات العربيّة"، مبيّنًا أنّ "السّلام في لبنان يكمن في الحياد، وغير ذلك سيكون الأمر متعبًا للبنان".