أعلنت "رابطة جامعات لبنان" في مؤتمر صحفي مشترك مع النقابات المهنية عقدته في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU، تقديم طعن أمام مجلس شورى الدولة، بعنوان "مراجعة إبطال لتجاوز حد السلطة (مع طلب وقف تنفيذ)" ضد قرارات وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل بخصوص فرض ضرائب على الرواتب التي يتقاضاها الاساتذة والموظفون في الجامعات بالدولار الاميركي.

ورأت أن "هذه القرارات غير مدروسة وتفتقد الى المشروعية، وتتسبب بهجرة نخبة الاساتذة والموظفين"، معلنة "عزمها على مواجهة هذا القرار"، ومؤكدة "ثقتها بمجلس شورى الدولة وقراراته"، ومؤكدة أن "الجامعات ستستمر في مسيرتها الاكاديمية ورعاية مؤسساتها الصحية الاستشفائية وفي خدمة المواطنين والطلاب رغم كل الصعوبات".

وذكر رئيس الرابطة رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور الاب سليم دكاش اليسوعي، باسم المجتمعين: "ليست المرة الاولى التي يمر فيها لبنان في أزمات متعددة الاوجه، لكنها المرة الاولى التي تهدد فيها الازمات مقومات لبنان وركائزه الاساسية وقطاعاته التي قامت عليها مكانته الاقليمية والعالمية، نعني بذلك قطاعات التربية والتعليم العالي والصحة والتي شكلت وتشكل ثروة لبنان ورأس مال شعبه واجياله".

وقال: "كان التعليم العالي او قطاع الجامعات، المدماك الرئيس في نهضة لبنان على مدى التاريخ الحديث، ما حول بلادنا الى منتج او مصنع للقدرات البشرية المتقدمة، ما تجلى في عشرات الالاف من الخريجين والخريجات من مختلف الجامعات العاملة في لبنان منذ اواخر القرن التاسع عشر وحتى ايامنا، ساهموا جميعا ولا زالوا وبطرق عدة في نهضة الشرق والعالم العربي ولبنان والعالم والامثلة كثيرة".

واعتبر دكاش، أن "ثروة لبنان هذه، أي الجامعات مهددة اليوم في صميم وجودها وكيانها واستمراريتها، فالازمة الوطنية المستفحلة على المستويات السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية تركت ندوبا عميقة في قطاع التعليم الجامعي في لبنان. والجامعات تعاني من أزمة خانقة سواء في نفقاتها ام في مداخيلها، بحيث اصبحت عاجزة عن تغطية نفقاتها"، لافتا الى ان "قطاع التعليم الجامعي يعاني من هجرة غير مسبوقة للادمغة بين صفوف الاساتذة الجامعيين والاطباء، اضافة الى الموظفين الاكفاء، وتجاوزت نسب المهاجرين في بعض الاحيان 25 في المئة من اجمالي الاختصاصيين المهرة دون ان يتوفر البديل عنهم".

وأشار الى أن "جامعاتنا مهددة بالاقفال واساتذتنا وموظفينا مهددون بالتشرد والهجرة، وطلابنا مهددون بخسارة مستقبلهم، واستطرادا ان لبنان مهدد بكيانه وبتدمير مستقبل اجياله الطالعة، وتحويلنا الى مجتمع رجعي متخلف لا يواكب العلوم والحداثة والحضارة الانسانية بسبب اللامبالاة في القرارات الحكومية، وهذا الطعن الذي نعلن عنه اليوم هو صرخة استغاثة قبل فوات الاوان وانهيار هيكل العلم والتربية الذي لا قيامة للاوطان من دونه. ان ما اصاب ويصيب مؤسسات التعليم العالي اساتذة وطلابا، ان ما اصاب ويصيب جميع العاملين في نقابات لبنان من مهن حرة وعمال واطباء وممرضين وجلهم من متخرجي جامعاتنا، فنكون معهم متضامنين ونؤلف عصبا وقوة واحدة من اجل خير البلاد، مشددين جميعا على ان طريق الخلاص واسترداد الدولة لماهيتها ودورها هو طريق الاصلاح الحقيقي لمرافق الدولة وتحريرها من الهدر والفساد على جميع المستويات".