وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة اليوم في مستهل جولة بالشرق الأوسط تستمر ثلاثة أيام تتزامن مع تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، ويتضمن جدول أعمال الزيارة مناقشة قضايا إيران والحرب في أوكرانيا.

وبعد القاهرة سيتوجه بلينكن غدا الاثنين إلى القدس حيث تثير الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو مخاوف في الداخل والخارج حول مستقبل القيم العلمانية في إسرائيل ومحادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين.

وسيكرر بلينكن في محادثاته مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تضم أحزابا قومية متطرفة تسعى لتوسيع مستوطنات الضفة الغربية، دعوات الولايات المتحدة للتهدئة وسيؤكد دعم واشنطن لحل الدولتين، رغم أن المسؤولين الأميركيين يقرون بأن إجراء محادثات سلام على مدى أطول أمر غير مرجح في المستقبل القريب.

وسيتوجه بلينكن أيضا إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين وأعضاء في المجتمع المدني.

واقترحت حكومة نتانياهو تعديلا شاملا للقضاء سيعزز السيطرة السياسية على تعيين القضاة بينما سيضعف من قدرة المحكمة العليا على إلغاء التشريعات أو إصدار أحكام ضد إجراءات الحكومة. وتسببت تلك المقترحات في خروج مظاهرات حاشدة في الشوارع ضد ما يصفه المحتجون بانه تقويض محتمل لاستقلال القضاء.

وقالت كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف التي قدمت إفادة للصحفيين قبل زيارة بلينكن "إنه لمقياس واضح لمدى حيوية الديمقراطية أن ذلك الأمر تجري مناقشته ومعارضته في كل شرائح المجتمع الإسرائيلي". وأضافت أن بلينكن سيسمع من شخصيات داخل وخارج الحكومة بشأن تلك الإصلاحات المقترحة.

وتابعت ليف قائلة إن الزيارة ستبني أيضا على جهود سابقة سعت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية. ولا يشمل ما يسمى بمنتدى النقب أي أطراف فلسطينية ويعقد بمشاركة مسؤولين من دول بالمنطقة منها مصر ويناقش ملفات مثل التعاون الاقتصادي والسياحة.

وستكون الحرب الروسية المستمرة منذ 11 شهرا في أوكرانيا أيضا على جدول الأعمال. وطلبت أوكرانيا، التي تلقت كميات كبيرة من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة وأوروبا، من إسرائيل إمدادها بأنظمة لإسقاط الطائرات المسيرة بما في ذلك التي تصنعها إيران الخصم الإقليمي لإسرائيل. وترفض إسرائيل الاستجابة لهذه الطلبات.

كما ستدور مناقشات بين الدبلوماسيين حول برنامج إيران النووي في ظل تعثر جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وغياب أي خطة بديلة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

والتقى بلينكن اليوم الأحد بقيادات شبابية مصرية في الجامعة الأميركية بالقاهرة وقال للصحفيين إنه يريد تعزيز "شراكة واشنطن الاستراتيجية" مع مصر.

وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن سيلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري لتعزيز "شراكة واشنطن الاستراتيجية" مع مصر وتعزيز التعاون في القضايا الإقليمية مثل المرحلة الانتقالية في السودان والانتخابات في ليبيا.

كما سيتعرض بلينكن لضغوط لطرح المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان.