أشارت صحيفة "الجمهورية" الى انه "مع بداية شهر شباط اللبّاط طبيعياً، والذي يُنتظر ان يكون "لبّاطاً" سياسياً ورئاسياً وقضائياً في انتظار التوافق الموعود والمعالجات المرجوة، نشطت التحركات والاتصالات أمس على جبهة الاستحقاق الرئاسي، تحت وطأة الأزمات المتفاقمة، على امل ان تتبلور في قابل الأيام مؤشرات إلى توافق يفضي إلى انتخاب رئيس جديد".

وبحسب الصحيفة توزعت هذه الاتصالات بين عين التينة التي زارها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ والسفير الايراني مجتبى اماني، وبكركي التي زارها وفد من "اللقاء الديموقراطي" عشية قمة روحية مسيحية ستشهدها، يرجح ان تتناول شؤون الاستحقاق الرئاسي وشجونه في ضوء المواقف المطروحة في شأنه، فيما بدأت الانظار تتجّه إلى باريس التي ستشهد الاثنين المقبل اجتماعاً عربياً ـ دولياً رباعياً او خماسياً، تتردّد المعلومات انّه سيتناول الوضع اللبناني وما يمكن اتخاذه في خطوات في شأنه، على رغم عدم تعويل البعض على خروجه بخطوات عملية. اما الأزمة القضائية، فلا تزال مستمرة ومتروكة على همّة مجلس القضاء الأعلى الذي لم يبادر بعد الى اتخاذ المعالجة اللازمة لها.

أطلّ الشهر الثاني من السنة الجارية على موجة صقيع قوية مقابل حرارة قياسية في تسارع الأحداث وإعادة تشغيل الرادارات السياسية لالتقاط مؤشرات، بدا الكل مقتنعاً بأنّ وقتها قد حان، داخلياً بالدرجة الاولى، وخارجياً بأجواء مواكبة.

وفي علم ال​سياسة​، فإنّ هذا الشهر اصبح محط أنظار الجميع لمعرفة مسار ملفات حساسة. فبحسب قول مصادر سياسية مواكبة لـ"الجمهورية"، فإنّ قضية المرفأ التي خفت ضجيجها في اليومين المنصرمين، ستعود بقوة إلى واجهة الأحداث عند الاقتراب من موعد السادس من شباط موعد الاستدعاءات التي وجّهها المحقق العدلي طارق البيطار للأمنيين والقضاة للاستجواب والتي ستليها مذكرات توقيف في حقهم.

ولم تخف المصادر شكوكها في أن يكون عدم تحديد موعد اللقاء العربي ـ الدولي المقرّر في الاليزيه بعد، سببه انتظار تاريخ 6 شباط لمعرفة مسار الأحداث مع أرجحية عقده بعد السابع منه. وتوقعت المصادر ان تحتدم المعركة الرئاسية مع تسارع التطورات، خصوصاً انّ رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ ليس في صدد الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسية هذا الاسبوع، قبل ان يتلمس تقدّماً او تطوراً بهذا الملف، لأنّ العودة إلى رتابة الجلسات يعني انّ الملف الرئاسي رُحِّل وهذا ليس واقع الامور حالياً.

وأكّدت اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"الجمهورية"، انّه لم يعد في وارد الدعوة إلى جلسات تجريبية او غير جدّية لانتخاب رئيس الجمهورية، موضحة انّ رئيس المجلس النيابي "بات يربط الدعوة إلى أي جلسة جديدة بظهور مؤشرات إيجابية توحي بإمكان الاقتراب من إتمام الولادة الرئاسية". وأشارت إلى "انّ الأمور لا تزال في نطاق الجعجعة بلا طحين، وليس هناك من نور يلوح في النفق حتى الآن". ولفتت إلى انّ بري "مقتنع بأنّه ولو حصلت تمايزات مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط احياناً فإننا نعود ونلتقي في المفاصل الأساسية"

وعلى الصعيد الحكومي، كشفت مصادر مطلعة، انّ دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى جلسة ثالثة لمجلس الوزراء اصبحت حتمية وخارج النقاش، لأنّ ملفي المدارس والجامعة اللبنانية اصبحا اكثر من ضرورة وفي قمة الامور الطارئة التي تنتظر المعالجة. واكّدت انّ ميقاتي ينتظر تسلّمه ملف الجامعة اللبنانية من رئيس الجامعة، قبل تحويله إلى وزارة المال لدرس سبل التمويل وتأمين المبالغ المطلوبة للمعالجة قبل الدعوة إلى الجلسة.

وفي الوقت الذي حرصت فيه المصادر المعنية باللقاء الذي جمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بوفد نواب "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط، باستثناء ما كشفه عضو الوفد النائب راجي السعد من على منبر بكركي، كشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية"، انّ هذا الصمت الذي احاط باللقاء كشفه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" في عين التينة مساء بعد لقائه بري .

ولفتت المصادر، إلى انّ هناك تحولات عدة في المواقف من الاستحقاق الرئاسي، وانّ الايام القليلة المقبلة ستكشف عن جوانب مهمّة منه، وخصوصاً ان توقف مراقبون امام ما تسرّب من لقاء بري ـ جنبلاط، وتوافقهما على ضرورة الذهاب بأسماء أخرى إلى الاستحقاق الرئاسي غير تلك المتداولة حتى اليوم، من دون الكشف انّ البحث عن بديل معوض يفرض البحث عن بديل لفرنجية ايضاً.