لفت رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النّائب سامي الجميل، إلى أنّ "لبنان بالنسبة للكتائب ليس وطنا انما روحًا، وعندما خاضت الكتائب معركة الاستقلال وناضلت من اجل هذا الكيان، كان هدفها خلق مساحة تعترف فيها بالحرية والتطور والديمقراطية والازدهار، كي يعيش الانسان على هذه الارض بحرية".

وأوضح، خلال إطلاق المؤتمر الـ32 للحزب، أنّ "ما يحصل اليوم هو محاولة قتل هذه الروح وتغيير وجه لبنان، لانه اذا قتلنا روحه نغير بذلك وجهه وكل ما يكوّن من خصوصية، وهم يحاولون قتل الحرية والديمقراطية والاقتصاد القوي الحر والانفتاح على العالم"، مبيّنًا "أنّنا لسنا امام مرحلة عادية، انما امام محاولة لقتل البلد وتفريغه من معانيه".

وشدّد الجميّل على أنّ "المعركة اليوم ليست على فئة من اللبنانيين، انما المعركة على معنى وجود هذا البلد بمسيحييه ومسلميه، رغم انه هناك مجوعة هائلة من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف يؤمنون بهذه الروح، وبان لبنان رسالة حضارة وتطور؛ كما يؤمنون بالحرية وولدوا متمسكين بها".

وأشار إلى أنّ "من يحاول ان يقضي على هذه الروح ليس فئة من اللبنانيين، انما حزب مسلح يأخذ طائفته رهينة، ويحاول تحويل الصراع في لبنان الى صراع طوائف وتحريك كل العصبيات التي نراها اليوم. من السهل اليوم ان اقف امامكم وارفع النبرة الطائفية، ولكن هل اكون بذلك اشهد للحقيقة؟ لا". واعتبر أنّ "الصراع هو بين اللبنانيين الذين يريدون العيش في بلد متطور ويريدون المحافظة على نظامهم الديمقراطي وعلى نمط الحياة، وبالمقابل بين من يحاول ان يقضي على هذه الامور، وهو ايديولوجية لا علاقة لها بلبنان وبسلاح لا علاقة له بلبنان".

كما ركّز على أنّ "اللبنانيين خائفون على مستقبل لبنان الحضارة، ولهذا السبب معركتنا وطنية بامتياز. اليوم نخوض معركة كل اللبنانيين وليس جزءا منهم. التهديد والمعركة ليست معركة المسيحيين فقط انما كل اللبنانيين، والدليل انه لم يهاجر لبنانيون بقدر ما هاجروا في ظل حكم "المسيحي القوي".

وذكّر الجميل بـ"أنّنا حذرنا في حزب الكتائب منذ 4 سنوات، من تسليم قرار البلد وانهيار الاقتصاد والعزلة الدولية. هناك من يحاول ان يخرجنا من المعادلات الاقتصادية والديبلوماسية والسياسية، الا ان ارادة الشعب اللبناني تم التعبير عنها في ثوة الارز وثورة 17 تشرين".

ووجد أنّ "اليوم هناك دولتين على ارض لبنان: الجمهورية اللبنانية مع كل من يؤمن بها بكل الطوائف، ودولة اخرى وهي الجمهورية الاسلامية لحزب الله ولكل دولة منهما تمويلها وجيشها وسياستها الخارجية. الجمهورية الاسلامية تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية، وهذا الامر نقاومه".

وجزم أنّه "لا يمكننا الاستمرار بالتعاطي مع الاداء الديكتاتوري بطريقة تقليدية واداء تسووي مع الجمهورية الاسلامية، الذي اوصلنا الى الكارثة"، موضحًا أنّ "مشكلتنا مع 14 اذار هي مع اداء المسؤولين عنها، الذين ذهبوا من تسوية الى تسوية وصولا الى انتخاب رئيس الجمهورية الاسلامية على راس الدولة".

إلى ذلك، أكّد الجميل أنّ "المطلوب تغيير الاسلوب والمساومات والتوحد كعلمانيين وطائفيين، ولكن قبل التعديل بالنظام السياسي علينا استعادة بلدنا وتحرير قراراتنا. لهذا السبب وانطلاقا من هنا ومن هذه اللحظة، نقول اننا لسنا مستعدين للخضوع لارادة حزب الله في لبنان، وندعو كل اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم".

وأضاف: "نقول لـ"حزب الله"، نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها "حزب الله"، ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية. لن نخضع، سنبقى هنا وسنواجه جميعا مع بعضنا". ولفت إلى أنّ "الخطوة الاولى في هذا الاتجاه نعلن عنها اليوم: نعيش في فراغ رئاسي ولأشهر طويلة حضرنا الجلسات، ولكن غيرنا يقرر الخروج من الجلسة والمطلوب منا ان نبقى، نأتي الى المجلس وننتظر الفريق الآخر ان يتفق على مرشح واحد ليحصل على 65 صوتا".

وأعلن "أنّنا سنعطّل الانتخابات اذا اراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح حزب الله لست سنوات مقبلة"، مشيرًا إلى "أنّنا قبلنا ان نلعب اللعبة الديمقراطية، غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتهم، وسنعتمد الاسلوب نفسه من دون ان نجر البلاد الى الخراب".

وشدّد الجميّل على "أنّنا لن ننجر الى السلاح، لاننا نعرف قيمة الدم والشهداء والحرب، وحزب "الكتائب" ليس هاويَ حرب انما تم جره لان الدولة غابت والجيش اختفى، واليوم نريد الدولة والجيش؛ ولكن اذا اقتربوا من بيوتنا فسندافع عن انفسنا".