دعا وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، سلطات الولايات المتحدة الأميركية إلى إبداء "شفافية" في توزيع المساعدات الضخمة في إطار خطتها الرئيسية للمناخ، مؤكدًا ضرورة دعم الصناعة الخضراء شرط احترام المنافسة "العادلة".

هذا وسيكون "قانون خفض التضخم" واستثماراته البالغة 370 مليار دولار من أجل مكافحة تغير المناخ، الذي يثير قلق الأوروبييين على صناعتهم، في صلب زيارة لومير ونظيره الألماني روبرت هابيك إلى واشنطن.

وحول مخاوف فرنسا وأوروبا في مواجهة برنامج المساعدات الأميركي، أشار لومير إلى أنّه "قبل الحديث عن المخاوف، أرغب في التحدث عن الطموحات. نطمح أن تكون أوروبا واحدة من القوى العظمى الثلاث للصناعة الخضراء في القرن الحادي والعشرين، إلى جانب الصين والولايات المتحدة".

وشدد على أنّه "لدينا كل شيء لتحقيق النجاح. لدينا التقنيات والوسائل المالية - أود أن أذكرك أن الوسائل المالية التي وضعناها على الطاولة في أوروبا أكبر من تلك التي وضعتها الولايات المتحدة، 400 مليار يورو - ناهيك عن الخطط الوطنية مثل فرنسا 2030 التي تبلغ قيمتها 54 مليار يورو. ولدينا الطموح السياسي".

ورأى لومير، أنّه "يجب أن نكون واضحين أيضا. الخطة الأميركية تغير قواعد اللعبة وتتضمن امتيازات تنافسية يمكن، مع أسعار منخفضة للطاقة في الولايات المتحدة، أن تشكل خطرا على صناعتنا".

وكشف، ردًا على سؤال حول توقعاته من زيارة لواشنطن، أنّ "في ما يتعلق بالإعفاءات، يجب أن نكون واضحين. حققنا فعليا تقدما كبيرا جدًا بشأن الآليات المستأجرة بهدف تملكها (ليسينغ). هذه المركبات لا تحترم المعايير التمييزية للخطة (الأميركية في شروط التجميع والمحتوى المحلي) يمكنها الاستفادة من المساعدة الأميركية. هل يمكننا الحصول على إعفاءات إضافية؟ أدرك هامش المناورة الذي نمتلكه في مواجهة الإدارة الأميركية خصوصا في ما يتعلق بالنص التشريعي الذي أقره، كما أذكركم، الكونغرس".

وذكر لومير، أنّ "الأهم هو أن نتعاون كحلفاء من أجل ضمان شفافية بشأن مقدار الإعانات والإعفاءات الضريبية التي سيتم منحها، إذا كنت تعرف سعر إطلاق الهيدروجين الأخضر في الولايات المتحدة وبأي سعر سيتم إطلاقه في أوروبا، فهذا يسمح لك بضمان شروط منافسة عادلة".

وحول فكرة إنشاء صندوق ثروة سيادي أوروبي من قبل المفوضية الأوروبية، اعتبر "أننا نجد الفكرة مثيرة للاهتمام. أتيحت الفرصة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليقول ذلك. ما هو الشكل الذي يمكن أن يتخذه؟ لنواصل مناقشتها مع شركائنا"، مشيرًا إلى أنّ "التحدي الحقيقي بالنسبة لنا هو قبل كل شيء تحد مرتبط بالتعبئة الجماعية وتحد متعلق بالتبسيط. التعبئة الجماعية ناجمة عن ضرورة أن نكون حريصين جدا على أن تستفيد الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من هذه الصناعة الخضراء".