ذكر النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، خلال افتتاح كنيسة مار مارون في الجميزة لثلاثية احتفالاتها في عيد شفيعها مار مارون، "أنّني لا أريدكم ان تنسوا أنه حاضر معنا، يتكلم معنا، هو بشراكة معنا، هو ضمن جسد المسيح، ما يعني أننا لا نتكلم عنه بل نتكلم معه عن حاله وهذا هو الفرق بالتعاطي الاساسي في كتابنا المقدس، ما يعني اننا حين نتكلم عن الكتاب المقدس الذي نؤمن انه ملهم من الروح القدس الذي هو معنا. ما يعني ان هناك شراكة بيننا والكتاب المقدس".

وإذ أكّد المطران عوكر أننا "حين نتكلم عن مار مارون، نتكلم عن كنيسة الأرض التي نحن عليها وكنيسة السماء الموجودة فوق، والرابط بينهما هو اننا جميعا في جسد المسيح وكلنا معمدون"، موضحًا "اننا نتكلم عن كنيسة معمدة موجودة في السماء، وكذلك عن كنيسة معمدة وموجودة على الارض، وما يجمعنا حين نتكلم عن مار مارون، هو أننا كلنا اعضاء المسيح في جسد واحد"، منبهًا الى أهمية "عدم تغييب عمل يسوع المسيح في قلب جسده الكنسي".

وأشار إلى أن "ما يميز الكنيسة المارونية انها اتخذت اسمها من قديس، وهذه مسؤولية كبرى تجعلنا ابناء الكنيسة المارونية والتراث والروحانية التي ورثتها". وشدد على "اهمية حياة الموارنة التي يجب أن تكون من خلال الإتكال على نعمة الله في حياتنا، ومتابعة أعمال شفيعنا مارون من خلال شفائنا، من الطمع والانحراف والبخل وان نكون يد مار مارون بمساعدة غيرنا".

وسأل المطران عوكر، "لو ان مار مارون نظر الينا اليوم هل سيقول هؤلاء هم اولادي؟ وهل إذا رآنا غيرنا يمجدون ابينا مارون؟"، مشيرًا إلى أنّه "ليس المطلوب منا ان نعيش كلنا مار مارون، ولكن المطلوب منا ان نحمل تراث وروحانية مار مارون، ونهتم من دون نحمل أي هم، ونعمل ونجاهد ونساعد بعضنا ونتعاطى مع الجميع بسلام داخلي، من دون ان نفقد البعد الروحي الرصين داخلنا".

ثم كان نقاش بين الحاضرين تمحور حول تأثير روحانية مار مارون في حياتنا المعاصرة. كما شكر الخوري ريشار ابي صالح، المطران عوكر، وأكد أن "الازمة الحقيقية قبل ان تكون اجتماعية او اقتصادية او حتى سياسية، هي أزمة روحية واعادة اكتشاف ما يعطي الانسان جذور ورؤيا والباقي تجليات لعمق هذه الازمة".